دور الجامعات في نشر ثقافة الحوار وبناء الدولة المدنية العراقية الحديثة

Abstract

وفي ظل التوتر الذي يشهده العراق، مازالت حكمة الأطراف التي يراد لها أن تتورط بحرب لن تحمد عقباها بالتأكيد هي القوة الوحيدة القادرة على نزع فتيل الانفجار في اللحظات المناسبة عبر رفض الأعمال الإرهابية المجرمة والدعوة للحوار ونبذ العنف والصدام تحت أي مبرر كان أو ذريعة، فالظروف التي يمر بها العراق اليوم حساسة للغاية، وهي تتطلب من الجميع التعامل معها بحكمة وروية بالغة محتكمين إلى لغة العقل والتبصر في عواقب الأمور وتقدير مصالح الوطن العليا التي بات من أولوياتها المحافظة على وحدة الشعب العراقي، والتصدي لكل محاولات زرع الفتنة الطائفية التي تهدف إلى دفع الوطن والشعب إلى الاحتراب والتناحر والتفرقة عبر مخططات تضعها وتمولها جهات وقوى أجنبية لا تريد الخير للعراقيين. وإذ لا يمكن تحقيق كل ذلك بالعنف وسياسة الأمر الواقع التي لم يجن منها الشعب العراقي نفعاً طوال المرحلة السابقة، لذلك لا بد من نشر وترسيخ ثقافة الحوار في كافة مفاصل المجتمع بدءً من الأسرة وصولا إلى كل المنظومات المجتمعية الأخرى، فضلا عن توفير مقومات الحوار وترجيح لغة العقل وتحكيمه بما يساعدنا على وضع أولى خطواتنا بثقة على طريق السلم والاستقرار. ويجب أن يكون البدء بالحوار انطلاقاً من المشتركات المتفق عليها وتجنب الخوض في الفرعيات التي لا تشكل أهمية تذكر، فإذا وُصِف مؤسسو الولايات المتحدة الأمريكية بأنهم أنصاف ملائكة، فإن على من يشاركون في تأسيس العراق الديمقراطي الجديد يكونوا ملائكة ليتمكنوا من بناء وطن سالم معافى عبر التأكيد على المشتركات التي تجمع المجتمع العراقي وهي كثيرة جداً قياسا على نقاط الخلاف القليلة وبذلك لا يبقى إلا أن تتوفر النية الخالصة لانجاز هذه المهمة التي يتوقف عليها حاضر العراق ومستقبله القريب والبعيد.