سوريا والعراق 2003-2009الثوابت والمتغيرات

Abstract

الخاتمة
وفي خاتمة هذا البحث يمكننا الاستنتاج بان عوامل النجاح لتحقيق الاهداف الوطنية والقومية للبلدين اعلى واقوى من عوامل الاخفاق، ويتطلب ذلك ادراك المعنيين في الدولتين اهمية وضرورة التعايش السلمي، رغم اختلاف التوجهات السياسية فيهما، والسعي لارساء العلاقات على قاعدة من التشابك الاقتصادي، والوظيفية التي نجحت في اوربا باتجاه التكامل والتوحيد والترابط الذي لاتفكه السياسة، بمعنى اخر ان تكون الاولوية للقاعدة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية على الاعتبارات السياسية.
ان الدولتين واجهتا تحديات خارجية مشتركة في اوقات مختلفة، استوجبت تضامنهما، والسير معا باتجاه تحقيق مصالحهما المشتركة، سيما التحدي الصهيوني الذي لا يكتم هدفه الاساسي في اقامة "دولة اسرائيل الكبرى" من الفرات الى النيل، والدعم الامريكي والاوربي له، ولذلك فان ادراك صانعي القرار السياسي في البلدين ينبغي ان يرتفع الى مستوى المسؤولية التاريخية لضمان الامن الوطني لهما حاضرا ومستقبلا، بدلا من التصدي المنفرد الذي لا يحقق لهما ما يصبوان اليها من حماية الارض والشعب من العدوان، وقد ثبت ذلك في الواقع القريب، حيث الاحتلال الاسرائيلي للاراضي السورية في الجولان، والاحتلال الامريكي للعراق، وهي نتيجة طبيعية للتفرقة والتباعد في سياساتهما في السابق، ومتوقع لها في المستقبل اذا لم تعالج بروحية الاخاء والجوار والعقيدة الدينية الواحدة والمصير المشترك، واستذكار عظم المسؤولية المشتركة الملقاة على عاتق القائمين بامرهما.
ان عالم اليوم يتميز بالتطور الفكري، والتقدم العلمي والتكنولوجي، والتوجه نحو السلام، والاعتمادية المتبادلة، والعولمة، ونبذ الحروب والصراعات الدولية والاقليمية، والحل السلمي للمشكلات، والميل للتوافق والتعايش، خدمة للشعوب التي عانت الامرين من المغامرات العسكرية التي لم تجلب سوى الخراب والموت والحرمان، ولذلك فان الاولى بسوريا والعراق الاستجابة لمنطق العصر، ودفن الاحقاد والضغائن، والتطلع لغد مشرق لهما، والاستفادة من المعطيات الايجابية له، واذا كانت العولمة تخدم الدول المتقدمة على حساب الدول النامية، فلا باس ان ينخرطا في عولمة تعود بالفائدة لهما معا بدلا من الدول المتقدمة التي تغزو العالم بسلعها الرخيصة الثمن.
ان افاق التعاون مفتوحة امام البلدين في كل جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والامنية اذا امتلك اصحاب القرار الارادة المستقلة والعزم على تحقيق نقلة نوعية في علاقات البلدين.