النظام الفيدرالي في العراق (واقع وطموح)

Abstract

الخاتمة:
فيما تقدم تبين لنا ان حضارة وادي الرافدين احرزت قصب السبق فيما بين الحضارات القديمة، فكانت رائدة بحق في المجالات كافة، الامر الذي يدعو الانسان العربي بعامة والعراقي بخاصة الى الاقتداء بها دون الاتكاء عليها، فله ان يؤسس وان يعمد الى ادارة شؤونه في الحياة ادارة تستند الى ماض رصين وتنطلق الى مستقبل مشرق ومن ذلك شكل النظام الذي يتخذه الانسان لنفسه ولغيره، مادام الانسان خليفة الله سبحانه وتعالى في الارض والفيدرالية شكل من اشكال الانظمة والادارة توحد الدول لتجعلها قوية بعد ضعف ومتحدة بعد تقسيم شريطة ان تتعاون الاطراف كلها باتجاه هدف واحد هو المصلحة العامة للعراق. ومما يشد المواطن نحو الفيدرالية هو كفالة القانون لها وضمانة الدستور دون ان تكون الفيدرالية، حاجة كمالية او رغبة عابرة، بل هناك دوافع تدعو اليها واسباب معتبرة تلجئ الشعب الى التفكير فيها من ثم التصويت عليها وتطبيقها ولاسيما في اقليم الوسط والجنوب اسوة باقليم الشمال في شمالنا الحبيب، وهذا لا يعني ان النظام الفيدرالي يحظى بقبول كل الاطياف السياسية العراقية بل ان مواقفها تتباين قوة وضعفاً وقبولاً ورفضاً، ويبقى الشعب هو من يقرر شؤونه بنفسه دون اكراه من احد او قسر، هذا ما يكفله القانون ويضمنه الدستور.
اما نحن فنقول: بما ان الفيدرالية وكما مر تعريفها هو اتحاد دول مقسمة وان العراق هو دولةواحدة موحدة فان افضل ما يحتاجه هو النظام اللامركزي اي الزيادة في الصلاحيات لحكومة الاقليم او الحكومة المحلية مع بقائها منضوية تحت حكومة المركز للمحافظة على هيبة النظام ومركزيته، وبعد ان تتهيأ الظروف المناسبة للفيدرالية بامكان الاقاليم ان تستقل ولكل حادث حديث.