Crimes of sexual exploitation of children via the Internet

Abstract

معدودة تبقى الوسائل التي اخترعها الإنسان بهدف تلبية حاجة ملحة لديه وزيادة رقعة نفوذه على الحياة والطبيعة ،والتي تحولت في وقت قصير نسبيا ليس إلى أداة فحسب يضعها في خدمته،بل إلى عامل حاسم يحدد نمط عيشه بالذات ووجهة نموه.
وها هو العالم اليوم،مع شبكة الإنترنت،ازاء حقيقة تاريخية جديدة ،حبلى باحتمالات تاريخية تبدو اكثر غنى وتعقيدا من سابقتها بكثير.فبالإضافة إلى استيعابها لما سبقها ،فأنها تفوقهن بما لا يقاس من حيث قدرتها الخارقة على أن تلعب دورين بالوقت ذاته ،لم يكونا يوما مترابطين بهذا القدر : دور الأداة أو الوسيلة ،من جهة ، ودور ترسيم جغرافيا جديدة للأرض وساكنيها-وربما للكون بكليته،من يدري ؟
وعلى الرغم من إيجابيات هذه الشبكة التي لم تكف عن النمو بحيث بات الوصول أليها متاحا أمام الجميع من شركات تجارية ،مؤسسات خاصة أفراد (1) ودخولها العصر التجاري فحقق الاستخدام التجاري فيها نموا مطردا بعد أن كان محظورا في السابق إضافة إلى أنها أصبحت تشهد تعايشا ملفتا بين مواقع تقدم خدمات مجانية"لا سيما في المجال والبحثي"وبين مواقع مخصصة للتجارة الإلكترونية،إلا أنها قد واجهت مع ذلك بعض المعوقات في استخدام هذه التقنية،اذ أن من اخطر ما ينطوي عليه الإنترنت توفير حرية سائبة للمستخدم ،حرية غير منضبطة أو فوضوية بمعنى اصح الأمر الذي أدى إلى تحوله إلى ساحة مفتوحة لممارسة جميع أنواع الأجرام الممكنة والمحتملة،ومن ضمنها الأعمال المخلة بالاداب العامة(2) والأخلاق (3) ، والتي تتباين من دولة إلى أخرى لكون مفهوم الأداب والأخلاق العامة مفهوم مرن ومتغير من دولة إلى أخرى.وهو ما يعني إن بإمكان المستخدم الذي يمنع في بلده عرض المواد المباحة الحصول عليها من قبل مستخدم آخر في بلد أخر لا تكون ممنوعة فيه ويتم ذلك من خلال البريد الإلكتروني مثلا.
وتبرز خطورة هذه الجريمة لكونها تتوجه إلى شريحة كبيرة من المستهلكين وبصرف النظر عن أعمالهم أو جنسهم ،بل أن الخطورة تزداد اكثر عندما يتم عرض مثل هذه المواد الخلاعية على الأطفال أو جعلهم محلا لها مما يشكل أذى ماديا ومعنويا،الأمر الذي يستلزم تدخل المشرع لتوفير الحماية للأطفال(4).