تقويم الطريقة الهجائية (الالفبائية) والطريقة الكلية في تعليم القراءة لدى تلامذة الصف الأول الابتدائي من وجهة نظر المعلمين والمعلمات

Abstract

أن صعوبة تعلم القراءة كقدرة مختلفة على التعلم معرضة أن تصبح من الصعوبات التعليمية التي تحول دون التعلم إذا لم تشخص ومن ثم أيجاد الحلول لها, وربما تكون بيئة التعليم ومواده ووسائله غير ملائمة لقدرات التلامذة في التعلم إذ يقود ذلك إلى الفشل في اكتساب مهارة القراءة والكتابة , وهذه من غير شك أعاقة حقيقية في مجتمع اليوم. أن القراءة لها أهمية بالغة في المرحلة الابتدائية بوصفها المدخل الطبيعي للتعلم, وان المدرسة الابتدائية تفشل فشلاً ذريعاً إذا لم تنجح في تعليم تلامذتها القراءة , وذلك لان نجاح التلميذ وتقدمه في المواد الدراسية جميعها يتوقفان على قدرته القرائية , فهي ليست مادة ذات محتوى محدد يمكن أن تدُرس منفصلة عن المواد الأخرى , بل هي جزء أساس من كل مادة من المواد الأخرى , ووسيلة تسهل العديد من أنواع التعلم.(staiger,1973,p.49) تُعد القراءة أساساً للنشاط التعليمي , وصار تعليمها اليوم من الأمور المهمة , والتي اهتم بها المربون في كل إنحاء العالم , وتدخل ضمن أساسيات أهداف التربية في التعليم الابتدائي, وان اختلف المربون في أهمية الأهداف الأخرى فلن يختلفوا في أهمية القراءة بكونها هدفاً من أهداف هذه المرحلة.(الحمداني,1973 :6). أن القراءة هي احد فروع اللغة العربية فهي ينبوع المعرفة الذي لا ينضب والنافذة التي يستنشق منها عبيرها وشذاها فإذا جفَّ هذا الينبوع وأغلقت هذه النافذة يشعر الإنسان بالظمأ والاختناق, وهذا هو حال الضعف في القراءة ومن يعاني من مشكلات فيها, فمشكلة ضعف التلاميذ في القراءة ومحاولة التغلب عليها أو مواجهتها مشكلة ملحة أمام المربين , فهناك المئات من البحوث التي عالجت مشكلة القراءة في مراحلها المختلفة , وبحوث في عملية القراءة نفسها, وبحوث في طرائق تدريسها , وبحوث في المادة المقروءة, وبحوث في نمو القدرات القرائية المختلفة , وبحوث في مقاييس القراءة واختباراتها , على الرغم من هذا كله لا تزال مشكلة القراءة من المشكلات التي يعاني منها حقل التربية والتعليم في الوطن العربي ويرزخ تحت عبئها الثقيل , إذ أن دراسة واقع التلاميذ في القراءة أثبتت وجود ضعف فيها وان اختلفت صورته, ودواعيه , ونسبته من إنسان إلى أخر, وهذه هي الظاهرة الشائعة التي لا يحملها أي مربي يعمل في سلك العملية التربوية.(وزارة التعليم والتربية والثقافة,1997 :73), ويشير (Burt) إلى أن الطفل الكفء في القراءة يميل لان يكون كفئاً في مجالات أخرى.(فهمي, د.ت: 325) والتأخر في القراءة يؤدي إلى التخلف الدراسي والاضطرابات النفسية الانفعالية , زيادة على حالات الشغب والسلوك غير المرضي.(Brooks,1962,p.10), تعتبر المظاهر اللغوية السلبية وخاصة صعوبات القراءة والكتابة من أكثر المظاهر وضوحاً لدى الأطفال الذين يعانون من صعوبات في التعلم كصعوبة القدرة على القراءة , وينتج عن ذلك ضعف في قدرة الطفل على تكوين التتابع الصحيح للمهارات القرائية وصعوبة فهم الكلمات المنطوقة والمكتوبة وهذا يؤدي إلى ضعف الحصيلة اللغوية وضعف تطور المفردات من ناحية الكم والنوع.(طيبي وآخرون,2009 :128), ويعود الضعف في القراءة إلى المدرسة لاعتمادها في تعليم القراءة على الآليات التي تمكن المتعلم من فك الرموز والإشارات الكتابية المختلفة والنطق بها, وغاية ما يرمي إليه المعلمون من درس القراءة أن يكسبوا تلاميذهم على الأداء , لذلك يجعلون من عملية القراءة محور الجهد التعليمي واكتساب مهارات الأداء الصحيح غاية هذا الجهد.