عبق قريش في شعر عبيد الله بن قيس الرّقيّات

Abstract

شهد العصر الاموي (41- 132هـ) حكماً وراثياً وبناءً اجتماعياً وحضارياً جديداً، مهد ذلك بتطور مجالات العلوم الاخرى منها (الفكرية والعلمية والاقتصادية والادبية) بشكل واسع النطاق ولاسيما في بيئة الحجاز، فضلاً عن ذلك فقد شهد العصر اتساع حركة الفتوح فيه على الرغم من وجود احزاب واضطرابات وفتن أهلية وثورات داخلية، وصراعات سياسية عنيفة حول الخلافة، كل ذلك ادى الى انتعاش الحركة الادبية، ولاسيما الشعر السياسي، وشعر المذاهب الإسلامية، فتطور الادب وازدهر في تلك المدة، فظهرت لنا طبقة من الشعراء الذين نهضوا بهذه الحركة الادبية، فأثروا في الشعر العربي بما أضفوا إليه من تطور وتجديد- ولعل خير من يمثل ذلك الشاعر القرشي( ) عبيد الله بن قيس الرّقيّات الذي تفاعل مع احداث عصره، فانصهر بها انصهاراً، وانغمس فيها انغماساً فاندفع مشاركاً بيده ولسانه، فانعكست معالمها على حياته وشعره. فجاء شعره سلاحاً ذا حدين وصحيفة ناطقة لمبادئ وآراء مذهبه الزبيري، وقد اتخذ من السياسة ظاهرة فنية لابراز قدراته وطاقاته الابداعية، ومدى تعصبه لقبيلة قريش، لهذا نجدهُ يسلط الضوء عليها، وعلى اعلامها وشخصياتها مفتخراً أو مادحاً، وكثيراً ما نجدهُ يفتخرُ بنفسه وعراقة نسبه وشجاعة عشيرته المضرية التي لا تضم الا الفرسان الشجعان، ويكفيه فخراً واعتزازاً بان نسب قبيلته يرجع الى النبي الاعظم محمد (صلى الله عليه وسلم) القرش المكي، ومنها خلفاؤه الراشدون، والاوصياء والشهداء