Linguistic structure in Al- Jawahiry poetry -Al- Wafaa poem- Example

Abstract

الملخص اللغة أداة الشاعر ، ولكل شاعر لغته ونظمه وقوافيه ، والشاعر المفلق من طاعت له اللغة والقوافي ، وعرف الشاعر الجواهري بذلك ، فقد بكَّرَ إلى نظم الشعر - ونحن بصدد دراسة إحدى قصائده الطوال التي بانت فيها براعته الشعرية في السنة 1925م - وأجاد فيه . واسمه يغني عن التعريف به .وبدت ثقافة الشاعر من شعره ، فقد نَهَجَ نَهجَ الشعراء العرب المتقدمين ، قال الأستاذ عبد الكريم الدجيلي فيما يخص بناء القصيدة : ( والقصيدة من حيث تقييمها الأدبي لا جديد في أهدافها سوى أسلوبها المتين والمحكم البناء ، الذي يجري وفق أساليب الأقدمين ... والجواهري حتى في هذه القصيدة ينتزع الأفكار ، والأساليب ، والأخيلة من معادنها القديمة )(1) .ويتضح من خلال تضمين الشاعر لفظتي طالوت ، وتابوت السكينة من القرآن الكريم ، والنبع والغرب من بيت في شعر أبي تمام ، وشطر بيت للمتنبي - سيأتي ذكرها في ثنايا البحث - أنه قد اطلع على القرآن الكريم وتأثر بقصصه ، وقام بمراجعة شعر كبار الشعراء ممن عرف بجودة الشعر وفصاحته ، وحسن التصوير ، ودقة الأخيلة . ابتدأ البحث بذكر قصيدته التي نحن بصدد دراستها ، ثم تعرض للمزايا التي تحلت بها ، ثم عرّج على تسهيل الهمز ، والتخفيف فيها ، وهما من القضايا الصوتية ، ثم درس الأبنية : الأسماء ، والمشتقات ، والمصادر ، والجموع ، والأفعال ، وقد صنفت بحسب شيوعها في الاستعمال ، ثم اهتم بأساليب القول التي اتبعها الشاعر ، والتقنيات اللغوية والشعرية فيها .
يتبنى البحث صيغة جديدة لمفهوم التركيب ، وهي أنه ـ رؤية إبداعية متجاوزة واختيار مبني على الخيال الواعي لأنساق اللغة في الفن الشعري عند الجواهري . وهذا المفهوم قريب من (رؤية الوجود والواقع الفكري للحياة)، إذ لا يقتصر على جماليات الأساليب التعبيرية ، وإنما يمثل نسقاً مفتوحاً ، يدخل فيه المبدأ والتفسير والرؤيا ، وهي عناصر تقدم للفرد والمجتمع رؤية واضحة للعالم ومتغيراته ويسجل طبيعة التفاعل معه ومع مكوناته ، سواءً فيما يتعلق بالمكان أم الزمان أم الظروف والقيم الاجتماعية ، وهنا نحاول أن ندرس رؤية (الذات) الشاعرة للموضوع بحسبان أن هذا النسق أو التركيب الإبداعي يستمد فاعليته من مجمل التصورات والأحلام والخيال المبدع المبني على تفاعلات الحياة بما فيها من أحداث واقعية يشهدها المبدع محاولا التركيز على وجدانه لتحقيق الغاية والهدف باستعمال التراكيب اللغوية الموحية والمعبرة عن ذلك ، ولا تتحقق تلك الإبداعية إلا بتضافر ثلاثة عناصر هي : 1) الاختيار 2) التجاوز 3) البناء المبدع
وتعد هذه العناصر مقومات أسلوبه التركيبي ، وركائزه التي ترشح (العالم)، و(الذات) أو (الواقع) ، أو (المبدع) للولوج في حركة التفاعل الإبداعي في النسيج اللغوي ، ويكتسبان بهذه العناصر القدرة الأسلوبية التي تجمع بين القوة والانسجام ، والتفاعل لصناعة الظاهرة الأدبية في تركيب لغوي خاص بالنص . التي تقوم على آلية إنتاج الدلالة الإيحائية في النص الشعري .