العلم في مقارعة الظلم الامام الباقر عليه السلام أنموذجاً

Abstract

عانى النبي الاكرم وال بيته واصحابه المقربين، من عنت وخصومة وعداء مشركي قريش، في بادئ الامر، ثم مكر ابنائهم، وعداوة احفادهم واتباعهم.وهذا ما سار عليه الامر مع جميع الائمة الاطهار، فقد عاصروا السلطان الجائر وتمكنوا من البقاء على خطهم الرسالي والعلمي رغم كل الضغوط والمكائد والاجراءات التعسفية التي واجهوها d ومحبيهم.وقد نال الامام الباقر a هبات ربانية عظيمة كسائر الائمة من نسل محمد، لكنه تميز بالعلم النبوي الذي فاض منه الى جميع الامة الاسلامية والعالم باسره. لكن هذا العلم لم يكن فقط لتنوير الانسان وفتح مداركه المغلقة، وانما جاء كسلاح فتاك بيد الامام ليقاوم بنوره الظلاميين الظلمة من ال أمية وبني العباس.فمن المتعارف عليه ان كل طاغوت جبار يؤسسه حكمه على الجهل وتغييب العقول وطمس التفكر في الامور ظواهرها وبواطنها، وهنا يأتي دور الثائر لكي يستنهض الهمم ويرمي السلطة الجائرة في مقتل، حين ينسف دعائم ملكها واسباب بقائها ويقوض الناس عليها، عبر المناداة الى أيقاظ العقل من سباته ليكون كما اراده الخالق عز وجل جوهرة الانسان وبه يثيب وبه يعاقب.لقد حاولت الدولة الاموية عبر رجالاتها، عدا عمر بن عبد العزيز، اعادة المجتمع المسلم الى ما قبل الجاهلية وتعصبها، ربما الى حقبة لم يعشها العرب الاصلاء، من الاستعباد والذل والاهانة، لانسانيتهم اولا ولدينهم الاسلامي الحنيف ثانيا. وهنا وقف الامام متصديا لابناء الطلقاء عبر رفعه راية العلم والتفكر والايمان.ان الامام الباقر الذي شهد عنف وهمجية ودموية الدولة الاموية الظالمة مع جده الحسين وأبيه علي بن الحسينd أختار طريق المواجهة مع الظالمين، كاسلافه الطاهرين، لكن بوسيلة اخرى غير السيف الذي يمتلك الطرف الاخر الكثير منه، لكن باعتماد سلاح العلم، الذي لا يثلم نصله وتذوي قوته بمرور الزمان واختلاف الرجال. وها هي الى اليوم علوم الباقر منارة لنور المعرفة تنير للاجيال طريق الحق والايمان والحكمة...طريق الله.