Nature in the Al-Naabigha poetry (Master Thesis)

Abstract

إن دراسة الطبیعة شیء جمیل یثیر فی النفس الإعجاب، فکیف لو کانت هذه الدراسة فی الشعر وبخاصة شعر صدر الإسلام. فلما کانت الطبیعة فی شعر النابغة الجعدی کان ثمة دواعی تستوجب بحث هذا الموضوع لا سیما أن شاعراً مثل النابغة الجعدی کان من صحابة رسول الله صلى الله علیه وسلم ولأنه ابن البادیة التی عاش فیها فکانت حیاته لصیقة بالطبیعة مما انعکس ذلک على شعره فبدت واضحة، وکان المعتمد فی هذه الدراسة على دیوان شعره الذی حققه الأستاذ عبدالعزیز رباح، وأما المنهج الذی اعتمد فی هذا البحث فیقوم على استقصاء شعر النابغة الجعدی الذی یعنى بالطبیعة ویعرض لمظاهرها، ثم على طریقة تحلیل هذا الشعر واستقراء نماذجه واستخلاص النتائج منه. وقد اشتمل البحث على تمهید وثلاثة فصول وخاتمة، تناولنا فی التمهید عرضاً موجزاً لمفهوم الطبیعة لغة واصطلاحاً، ثم لمحة خاطفة عن الطبیعة فی شعر ما قبل الإسلام واستعرضت بإیجاز الطبیعة فی شعر صدر الإسلام، ثم عرجنا لنقف قلیلا عند حیاة الشاعر وبها ختمنا التمهید. أما الفصل الأول فقد بحثت فیه مفهوم الطبیعة الناطقة فی أربعة محاور: الحیوان الأهلی والحیوان الوحشی والطیور والحشر والهوام. وجعلنا الفصل الثانی میدانا لدراسة موضوع الطبیعة الصامتة فی محاور ثلاثة: السماء والأرض والشجر والنبات. أما الفصل الثالث، فقد وقفت فیه على الدراسة الفنیة التی امتازت بها الطبیعة فی شعر النابغة الجعدی، ثم ختمت البحث. مهتدیاً إلى جملة من النتائج أهمها: إن الشاعر جعل للطبیعة حضورا فاعلا فی شعره مما جعلها سمة بارزة تستحق الدراسة والوقوف. فضلا عن أدرکه ما فی بیئته من مفردات طبیعة ناطقة وصامتة أفادته فی التعبیر عن کثیر من موضوعاته بما منحته من أفق تشبیهی أو بما هیأت له من روافد تعبیریة عدیدة، وقد خلص البحث فیه إلى أن تلک الظواهر والمظاهر الطبیعیة إنما هی مسخرّة لخدمة الإنسان على وجه المعمورة، وقد اتخذها الشاعر أدوات تعبیریة تفصح عما یختلج فی نفسه. واثبت البحث إن اللغة کانت وسیلته التی عبر بها عن أحاسیسه وأفکاره، وکان للقرآن الکریم اثرٌ فی هذا المعجم، والاختلاف فی مصادر لغة شعر الطبیعة، أدى بها إلى أن تضم ألفاظا غریبة حوشیة وأخرى سهلة مأنوسة. أما فی مجال الصورة فإننا نجد أنها قد الفت عنصراً هاماً من عناصر الشعر عنده ومن خلالها تبرز مقدرة الشاعر وموهبته. وأما الإیقاع الشعری بصورة عامة فقد لعب دوراً مهماً فی تجسید معانی الطبیعة فی شعر النابغة ورسم الصورة النفسیة فیها، فجاء الإیقاع منساباً مع إیقاع الطبیعة وانعکاساً لها.