آيات البخل في القرآن الكريم دراسة تحليلية

Abstract

الحمد لله الكريم الجواد الوهاب للعطايا الكاملة ,والمنح الشاملة والصلاة والسلام على من كان جوده كالريح المرسلة وعلى آل بيته اصحاب المكارم الهاطلة وصحابته ذوي الافضال الوابلة ورضي الله عن كل من اقتفى اثر ذلك الركب وسار على طريق تلك القافلة.
وبعد فقد اردت ان اكتب بحثا في تفسير القرآن العظيم فوقع اختياري على(آيات البخل)وما ذلك الا لانني اعتقد ان البحث لايكون ناجحا الا اذا كان وثيق الصلة بالمجتمع يبحث في مشاكله واحتياجاته ويحاول ان يتوصل الى الحلول الناجحة الناجعة والذي يعيش في مجتمعنا اليوم يلمس انتشارا واسعا للامراض القلبية ومنها داء البخل وقد حكى لي بعض ائمة المساجد ان كثيرا من الاغنياء قد ضن بالزكاة المفروضة فضلا عن الصدقات المستحبة مع اننا في ايام سوداء فنحن احوج ما نكون الى التكافل والتعاون والتآزر.
لقد عمل الاسلام ومنذ بداية ظهوره على تطهير قلوب اتباعه من الامراض القلبية منها البخل اذ قال تعالى: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ} ( ).
ودعا معتنقيه الى التحلي بالصفات الحسنة ومنها الكرم والايات في ذلك كثيرة والاحاديث وفيرة وما ذلك الا الانه اراد من المسلم ان يجمع بين طهارة الباطن وطهارة الظاهر واذا طهر الفرد على هذه الهيئة طهر المجتمع كله وعاش الناس بسعادة وسلام.
ثم فكرت في المنهج الذي اتناول من خلاله هذا الموضوع فقررت ان ادرسه دراسة تحليلية فقد سبق لي ان كتبت بحثا مشتركا في الدراسة الموضوعية وهو( ايآت الخيل دراسة موضوعية) فاردت ان اكتب في التفسير التحليلي لاخوض التجربتين واسير وفق المنهجين ولاخذ بحضي من هذا كما اخذة بحضي من ذاك.
ولا أزعم انني قد اتيت في بحثي هذا بجميع خطوات التفسير التحليلي لان بعض الدارسين يقتصر على بعض ما ذكرت من خطوات والبعض آلاخر يزيد عليها وقد حاولت في بحثي هذا ان اسلك سبيلا وسطا اتجنب فيه الاطالة المملة والاختصارات المخلة.
وقد اقتضت المادة العلمية للبحث ان يقسم الى مقدمة،وتمهيد وخمسة مطالب وكان ابرز ما ذكرته في المقدمة سبب اختياري لهذا الموضوع، اما التمهيد فقد ذكرت فيه ابرز خطوات التفسير التحليلي،ثم جاء المطلب الاول وهو بعنوان: عاقبة البخيل في الاخرة ،وكان المطلب الثاني: بعنوان الآمرون بالبخل، وسميت المطلب الثالث:خلف الوعد بسبب البخل،وجعلت المطلب الرابع:البخل يُظهر الاضغان،وجاء المطلب الخامس:بعنوان البخل قرين الكفر،ثم جاءت الخاتمة واهم ما توصلت اليه من نتائج.
وفي الختام هذا ما سمح لي به الوقت وجادت به المصادر حسب فهمي القاصر واستطعت ان اسطرهُ في هذه الصفحات فان كان حقا وصوابا فالحمد لله ،وان كان غير ذلك فاستغفر الله تعالى مما شط به الفكر او زل به القلم {رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا}( ).
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.