الالتــزام فــي القصيـدة العربية الاندلسيـة

Abstract

جاء في اللسان "لزم الشئ يلزمه لزماً ولزوماً، ولازمه ملازمةً ولزاماً، والتزمه، وألزمه إياه فالتزمه، ورجل لُزمة يلزم الشئ فلا يفارقه. واللزام: الملازمة للشئ والدوام عليه، والالتزام الاعتناق(1).وجاء في معجم مصطلحات الأدب (( هو اعتبار الكاتب فنه وسيلة لخدمة فكرة معينة عن الإنسان، لا لمجرد تسلية غرضها الوحيد المتعة والجمال(2))). ثم جاء سارتر ليربط الأدب الملتزم بقناعة الأديب بالأثر المكتوب وحمّله مسؤولية الكشف عن الواقع الذي تعيشه الأمة ومحاولة تغييره عن طريق الكلمة التي تسري بين الناس وتؤثر فيهم، فالأدب مسؤول عن الحرية وعن الاستقرار وعن التطور، وكذلك عن التخلف(3).ويشاركه في هذا الرأي رئيف خوري الذي يرى أن الكاتب مطالب بالتعبير عن آلام الأمة وآمالها وطموحاتها، و(أن ينفي عنه أول شئ اعتبار عامل الكسب، فذلك هو الدليل على صحة الرأي ونزاهته(4)). ويتعذر علينا الخوض في معنى الالتزام وعرض آراء الباحثين القدامى والمحدثين جميعا لاسيما بعد أن صار هذا المصطلح قضية أرهقت بال النقاد، فبات محل قبول بعضهم وتفنيد بعضهم الآخر، فليس هناك أدب ملتزم وأدب غير ملتزم كما ترى ذلك طائفة منهم "ولكن تختلف معاني الالتزام وأبعاده باختلاف مضمون الأدب ودلالاته المؤثرة، فقد يكون التزاماً برؤية جامدة للواقع، أو رؤية مختلفة، أو رؤية متقدمة إصلاحية، أو رؤية ثورية(5)".