Roots and the historical origins of the population of the old Maghreb area

Abstract

يتناول هذا البحث (الجذور والأصول التأريخية لسكان منطقة بلاد المغرب القديم وموقفهم من السيطرة البيزنطية قُبيل الفتح العربي الاسلامي لها)، فمن الواضح أن هذه المنطقة قد تأثرت الى حد كبير من خلال موقعها الجغرافي الهام الذي ربطها بأوربا وأفريقية والصحراء الكبرى، وماوراءها من أرض وأقوام، الى جانب ارتباطها بشرق حوض بحر الروم (البحر الأبيض المتوسط) مما ادى إلى اتصالها بكل هذه البقاع المختلفة من سكان وحضارة، فضلاً عن تأثر سكان المغرب القديم بالبيئة المحلية نفسها. ولابّد من الاشارة الى أن منطقة بلاد المغرب كانت عرضة للعديد من الهجرات القادمة لها سواء بطرق سلمية كالهجرات الفينيقية أو غير سلميّة من خلال غزو هذه المنطقة والسيطرة عليها بالقوة، وكما لوحظ أن أغلب سكان المغرب والذين كان أكثرهم زُرّاع مرتبطين بالأرض قد قبلوا الهجرات القادمة اليهم، والذين كانوا يعرفون ركوب البحر والملاحة، فكانوا تواقّين لمعرفة المزيد عن ركوب البحر، لذلك لم تكن هنالك صدامات مسلحة بين تلك الأطراف. ولقد أثر السكان القادمون من شتى بقاع الأرض الى بلاد المغرب من ناحية اللغة أو المعتقد الديني رغم ديانة السكان الموجودة آنذاك. ولكن هنالك قوى كبرى كالرومان والوندال والبيزنطيين كانت تحاول السيطرة على المنطقة، وفرض ما تريد بقوتها من خلال الضغط على هؤلاء السكان الأصليين. إن كل تلك السمات والصفات التي اتسمت بها منطقة بلاد المغرب القديم جعلت الباحث يختار تلك الدراسة الشاملة، وهي قلمّا أشار اليها الباحثون، أو أغفلوا عن قسم منها، لذلك اخترت هذا الموضوع للدراسة. تطرقتُ في بداية هذه الدراسة الى (الوضع الجغرافي العام لبلاد المغرب القديم)، فأشرت من خلاله الى تسمية ومصطلح بلاد المغرب، ثم حدود منطقة بلاد المغرب، ثم أقاليم منطقة بلاد المغرب التي شملت برقة وطرابلس، والمغرب الأدنى، والمغرب الأوسط، والمغرب الأقصى.وشملت تلك الدراسة أيضاً (الوضع السكاني العام لمنطقة بلاد المغرب)، والذي أشرت من خلاله الى الهجرات السكانية القادمة الى بلاد المغرب، ثم النسب والأصول والجذور التأريخية للمغاربة، ثم العناصر السكانية لمنطقة بلاد المغرب، وهم البربر الذين ضمّوا البتر والبرانس بمعظم قبائلهم، وكذلك الأفارقة والروم، والسودان، واليهود، والسكان الآخرين.ولقد ضمّت تلك الدراسة أيضاً (اللغة والمعتقدات الدينية لسكان بلاد المغرب القديم)، لاسيما ان المغاربة قد تكلموا لغات عدّة، وتمسكوا بديانات عدة أصيلة ودخيلة.وكما تطرقت أخيراً في دراستي هذه الى (موقف سكان بلاد المغرب القديم من السيطرة البيزنطية قُبيل الفتح العربي الإسلامي)، وبالتالي حدوث العديد من الثورات كثورة (أيابداس، وثورة اقليم بيزاسين، وثورة استوزاس، وثورة انطالاس، وثورة جارمول) وبالتالي كانت مقاومة رائعة ومن كل اجناس سكان بلاد المغرب سواء ضد الرومان أو الوندال، أو البيزنطيين، وبالتالي تكبيد البيزنطيين الخسائر الباهضة سواء في الأرواح أو الممتلكات المادية.أمّا خاتمة تلك الدراسة ضمّت أبرز النتائج التي توصلت إليها من خلال هذا البحث. إن تلك الدراسة قد اعتمدت على مجموعة مصادر عربية أصيلة تاريخية وجغرافية، فضلاً عن المراجع الثانوية الحديثة؛ فمن بين تلك المصادر العربية الأصيلة، البكري ومصدره المغرّب، وكذلك ياقوت الحموي في معجم البلدان، وابن عبد الحكم ومصدره فتوح مصر والمغرب، وابن منصور ومصدره قبائل المغرب، وابن خلدون ومصدره تاريخ ابن خلدون المعروف بالعبر وغيرها من المصادر الاخرى إذ تطرّق هؤلاء المؤرخون والجغرافيون الى وصف دقيق لبلاد المغرب من حيث التسمية، والأقاليم، وطبيعة السكان، فضلاً عن وصفهم لبعض الجوانب الاجتماعية السائدة في بلاد المغرب، فمصادرهم قد أغنت الدراسة بمعلومات لا بأس بها. وكما أفدتُ من المراجع الثانوية الحديثة العربية والمُعّربة، وكذلك المصادر الاجنبية باللغة الانكليزية والتي أفدت منها فيما يخص دراستي، إذ تَرْجَمْتُ عدد من نصوص تلك المصادر التي تخصّ بلاد المغرب ولقد أوردت تلك المصادر والمراجع في نهاية هذا البحث بصورة تفصيلية لمن أراد الاطلاع عليها والأفادة منها. أرجو أن أكون قد وُفقت في هذه الدراسة المتواضعة عن هذه المنطقة وسكانها عبر الحقب التاريخية.