البعد الاقتصادي والاجتماعي لمحافظة بابل

Abstract

لقد سجلت الحضارات العراقية القديمة (السومرية والبابلية والآشورية.)سبق حضاري على ثقافات وديانات وحضارات لاحقة كالديانة اليهودية والحضارة اليونانية. وعلمت البشرية الكثير من تنظيم الحياة الاقتصادية والاجتماعية والعلمية.اذ يقول (ويل ديورانت) صاحب الكتاب الشهير (قصة الحضارة)ما من احد ينظر الان في موقع مدينة بابل القديمة ثم يخطر بباله ان هذه البطاح الموحشة ذات الحر اللافح الممتدة على نهر الفرات كانت من فبل موطن حضارة غنية قوية قد تكون هي الواضعة لعلم الفلك وعلم الطب وأنسأت علم اللغة وسنت اولى التشريعات القانونية . وعلمت اليونانيين مبادئ الحساب وعلم الطبيعة والفلسفة وأمدت اليهود بالكثير من الأساطير القديمة ونقلت الى العرب بعض المعارف العلمية والمعمارية التي ايقضو بها روح أوربا من سباتها في العصر الوسيط.كما يشير الكاتب جورج سارتون في كتابه تأريخ العلم ان الكثير من الموجات الحضارية للحضارة البابلية مثل برج بابل والطوفان والحكمة وحتى الشعر يمكن الوقوف عليها في كثير من الحضارات اللاحقة حتى يومنا هذا فالحساب والتقويم وتقسيم الساعة على أساس ستيني وفكرة النظام الكامل للإعداد مع ما لا نهاية له من المضاعفات والطريقة المترية والكيمياء ورسم الخرائط حتى ان تربية الخيل جاءت إلى أوربا من الهند عبر وادي الرافدين وان الطرق الخاصة بالوقاية من الإمراض الواردة في سفر التكوين يرجح بأنها ترجع إلى اصل بابلي
لذلك تعد حضارة بابل من ادم الحضارات التي أثرت الحضارات اللاحقة لها بالكثير من العلوم الإنسانية والتطبيقية .وقدت للبشرية ارث حضاري ثري لا زال آثاره إلى يومنا هذا.