على هامش الازمة الاقتصادية العالمية المعاصرةالازمة الاقتصادية العالمية (1929 – 1933) وانعكاساتها على الدول الكبرى المؤثرة في النظام الدولي

Abstract

ابتداء من تاريخ 25 اذار عام 1929، اخذت تظهر في الولايات المتحدة معالم الازمة الاقتصادية، وعلى نحو يماثل في معالمه الازمة الاقتصادية المعاصرة، والتي ما لبثت ان انتشرت وتمددت عدواها، لتشتمل على أرجاء متفرقة من العالم، ان لم نقل العالم برمته، وفي غضون اقل من ثلاث سنوات (1929_1933). فما هي اسباب هذه الازمة، وكيف تطورت؟ وما هي انعكاساتها في الاقل، على الدول الاوربية الكبرى المؤثرة في النظام السياسي الدولي انذاك؟
ان دراستنا للازمة الاقتصادية (الحديثة) تتميز، ولا شك، عن دراسة الباحثين والخبراء في الشأن الاقتصادي، حيث انهم يتعرضون لها وفق منظور اقتصادي محض، ويركزون في دراستهم لها على المبادئ والنظم الاقتصادية. في حين ان دراستنا لها ستكون في اطار تاريخي من الناحية المنهجية، لاظهار اسباب الازمة وتطورها، ومن ثم انعكاساتها الخارجية. على ان نترك للقارئ التقرير، فيما اذا كانت الولايات المتحدة والدول الاوربية، قد استفادت من دروس وعبر التاريخ، وكذلك نحن، من جهة. وفيما اذا كان التاريخ وعبره ما يزال يشكل ضرورة لفهم الحاضر. الذي تشيد عليه صروح المستقبل من جهة اخرى.