TY - JOUR ID - TI - Conflict of modernity and tradition in the political elites relations during the nineteenth century صراع الحداثة والتقليد في علاقات النخب الفاسية خلال القرن التاسع عشر AU - منير روكي PY - 2015 VL - IS - 34 SP - 389 EP - 401 JO - The islamic college university journal مجلة الكلية الاسلامية الجامعة SN - 19976208 26644355 AB -

إن المتأمل لمختلف النوازل الفقهية المتعلقة بالتجارة، يستنتج أن آراء الفقهاء قد توزعت بين مؤيد ومعارض للمستجدات. ويعزى هذا التعارض إلى كون المغرب اندمج في نمط من الحياة الجديدة اقتصاديا وفكريا، وتعاملت النخبة المغربية من الفقهاء والعلماء مع هذه المظاهر الطارئة إيجابا وسلبا حسب طبيعة الحدث، ملتزمين بالأمر الواقع في الأحكام( ). غير أن أهم المبررات التي كانت وراء رفض العلماء للمعاملة مع الأجانب، ترجع إلى كون هؤلاء لعبوا دورا أساسيا في تفكيك أواصر المجتمع، وخلخلة بنياته، وصار كل تعامل معهم كفيل بإحداث تغييرات عميقة لم يكن البلد آنذاك بقادر على تجاوزها. وفي هذا المضمار يرى العروي أنه كلما كثر المجون وكبر خطره، خرجت الرعية عن المخزن، وتحول السلطان إلى مجرد زعيم ديني لا نفوذ له، وكان المخزن مكتوف الأيدي أمام المحميين، فلا يمكن للقاضي أو القائد أو المحتسب أن يتدخل في شؤونهم دون إخبار القنصل، ورأى العلماء والنظار والأئمة والمفتون أن نطاق الشرع يضيق سنة بعد سنة، وهم في هذه الحالة السيئة المتردية التي يعيشونها( ). وإذا كان العلماء قد عبروا عن معارضتهم ورفضهم في كثير من المرات، سواء من خلال خطبهم أو مؤلفاتهم المتعددة، إلا أن المعاملات التجارية مع الغرب لم تتوقف، بل زادت و ثيرتها. مما يفسح المجال لطرح تساؤل جوهري يتعلق بعدم نجاح العلماء في وقف هاته المستجدات أو"البدع" والتصدي لها: فهل يتعلق الأمر بتطور الأنساق الثقافية والبنية الفكرية للمجتمع؟ أم أن الأمر يتعلق بمصالح فئة اجتماعية تبوأت مكانة بارزة وأصبح من الصعب التراجع عنها؟ أم أن الأمر يتجاوز هذا وذاك و يرتبط بالتطورات التاريخية المتسارعة التي كانت أعتى من كل مقاومة وتصد؟ ER -