TY - JOUR ID - TI - التحريض على ارتكاب الجرائم الارهابية باستخدام وسائل التقنية الحديثة AU - Samer Saadoun Al-Amiri سامر سعدون العامري PY - 2016 VL - 31 IS - 1 SP - 567 EP - 596 JO - Journal of Legal Sciences مجلة العلوم القانونية SN - 2070027X 2663581X AB -

من المعلوم أن الارهاب كان ولا يزال يشكل خطراً حقيقياً لكل دول العالم وخاصة دول الشرق الأوسط بسبب التطورات التي تمر بها المنطقة على الصعيد السياسي والاقتصادي، فنلاحظ أن الفكر المتطرف والذي نتج عنه ارتكاب جرائم إرهابية تجاوزت في بشاعتها حدود الفكر الانساني لم تنحصر ضمن حدود دولة بذاتها وإنما امتد ليشمل مساحات جغرافية واسعة. وقد ساعدت بشكل كبير الوسائل التقنية الحديثة مثل الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي بشكل خاص مثل (تويتر Twitter والفيسبوكFaceBook ) في انتشار هذه الافكار المتطرفة التي تحولت من مجرد أفكار إلى واقع ملموس تمثل بالجرائم الارهابية بأبشع صورها. فقد ساعد بصورة مباشرة أو غير مباشرة موقع التواصل الاجتماعي (تــويتر) وغيره من المواقع الالكترونية في نشر التحريض على ارتكاب هكذا جرائم، عابرة بذلك الحدود المكانية والزمانية للجريمة، إذ بلغ عدد المتعاطفين أو من يقومون بالتحريض على ارتكاب الجرائم الإرهابية أربعين ألف مستخدم، وهذا يدل على خطورة الوسائل التقنية الحديثة في غسل عقول الشباب ونشر الارهاب. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا؛ هل يمكن تطبيق نصوص قانون العقوبات فيما يتعلق بالتحريض على الجرائم الارهابية باستخدام وسائل التقنية الحديثة؟ خاصة وأن قانون العقوبات الاردني لسنة 1960 يعاقب على التحريض باعتباره جريمة مستقلة عن الجريمة المرتكبة (المادة 80/1/ب)، بمعنى أنه وإن لم ترتكب الجريمة بناء على التحريض فإن المحرِّض يبقى مسؤولاً جنائياً عن جريمة تحريض، على عكس قانون العقوبات العراقي رقم 111 لسنة 1969 المعدّل والذي يعاقب على التحريض بارتكاب جريمة في حال إذا وقعت بناءً على هذا التحريض (المادة 48/1). تكمن أهمية البحث في موضوع التحريض باعتباره اداة خطرة جداً في خلق الجرائم في الاذهان الخالية وجعل من لا يفكرون في ارتكاب جريمة إلى التفكير بها بعد اقتناعهم بأن غايتها هو الحل الأمثل للوصول إلى مبتغاهم مهما اختلف هذا المبتغى أو الباعث لارتكابها يأتي هذا البحث ليسلط الضوء على التحريض بارتكاب الجرائم الارهابية باستخدام وسائل التقنية الحديثة، وعرض للإشكاليات التي تواجه المشرع في هذا النوع من الجرائم ومحاولة ايجاد السبل في مكافحتها والخروج بتوصيات تصب في تحسين مستوى الرقابة الوطنية والدولية على شبكة الانترنت والذي سينعكس بدوره على تحسين وزيادة الاستقرار والأمن في الدول التي طالها الإرهاب الالكتروني.وعليه فإننا سنقسم هذه الدراسة إلى مبحثين نتناول في المبحث الأول التحريض على ارتكاب الجرائم الارهابية ونعالج في المبحث الثاني استخدام التقنيات الحديثة للقيام بالتحريض والاشكاليات المتعلقة بمكافحته. ER -