TY - JOUR ID - TI - The poetry concept and elements in Al-Jawahiry works مفهوم الشعر وعناصرهُ فيمُنجَزِ الجَواهري AU - wisam Hasen Jasim وسام حسن جاسم AU - Abdle Elah Al- Ardawy عبد الإله عبد الوهاب العرداوي PY - 2011 VL - 1 IS - 11 SP - 191 EP - 203 JO - Journal of Arabic Language and Literature مجلة اللغة العربية وادابها SN - 20724756 AB - المقدمة :
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وخيرة النبيين أبي القاسم المصطفى الأمين (محمد)، وآله الطيبين الطاهرين. وبعد.
فقد شغل النقد لدى الشعراء ميداناً لكثيرٍ من الدراسات الأكاديمية وغيرها، وعلى الرغم من اختلافها في المعالجة، فإنَّها لم تألُ جهداً في إبراز دور الشاعر في إثراء الخطاب النقدي، ورفده بالرؤى والمواقف، ومن هنا كان سبب اختيارنا موضوع (مفهوم الشعر وعناصره في منجز الجواهري) ناشئًا من أهميَّة الشاعر التي ستنطلق في رحاب منجزه في هذا البحث، ولا أظنُّ أنِّنا بحاجة إلى التعريف بشاعر العرب الأكبر (محمد مهدي الجواهري)، وذلك لما سطَّره من كمٍّ شعريٍّ ونثريٍّ شكَّلَ مُدوَّنةً، سجَّلت أحداث عصره محلِّياً وإقليمياً وعالميَّاً، وهذا من شأنه أن يضفي أهميةً لهذه الدراسة.
ومن الأسباب الأخرى التي دعتنا لاختيار هذا الموضوع، أنَّ الباحثين الأكاديميِّين وغيرهم، ممَّن اختاروا الجواهريَّ موضوعًا لدراساتهم، نظروا للشاعر من زاويةٍ الشعر فقط، واكتفوا بهذه النظرة في اشتغالهم على منجزه الإبداعي الشعري، مستظهرين منه ضروباً عدَّة من الخصائص الأسلوبية واللغوية، والسمات الفنية الجمالية والموضوعية التي انماز بها خطابه الشعري، ولكنَّهم غضَّوا النظر بوصفه شاعراً ذا رؤيةٍ وموقفٍ نقدي، إلا اللهم ما ورد هنا وهناك من إشارات جزئيَّة تكاد أن تكون قبسة العجلان ونهلة الظمآن، ولعلَّ من أظهر الدراسات التي سلَّطت الضوء على البعد النقدي في منجز الجواهري، أطروحة الدكتوراه للباحث "علي حداد حسين": (الشاعر العراقي الحديث ناقداً) التي طبعها بعد ذلك في كتابٍ سمّاه: (الخطاب الآخر مقاربة لأبجدية الشاعر ناقداً)، ولكنَّها اقتصرت على بعض الإلماعات والنظرات النقدية الجزئيَّة التي تُحسَب للجواهري، وله العذر في ذلك لسببين: الأول: أنَّهُ لم يقتصر في دراسته على الجواهري فقط، وإنما تناوله ضمن رعيلٍ من الشعراء الذين يمثِّلون توجُّهات قصيدة الشطرين – أو ما اصطلح عليها بالقصيدة العموديَّة-، فضلاً عن تناوله توجُّهات الرعيل الآخر النقدية، وأعني به روَّاد شعر التفعيلة التي اصطلح عليها بالشعر الحر، وهذا ما جعله يكتفي بنزرٍ يسير من آراء الجواهري النقديَّة، والآخر: أنَّ الجواهري كان قد صدر له – بعد دراسة الدكتور حداد- مختاراته من الشعر العربي المُسمَّاة بـ(الجمهرة)، وفي تقديمه لها ذكر طائفةً من الآراء والملاحظات النقدية، وهذا ما لم يطلع عليه الدكتور حداد آنذاك، فيوظّفها في ثنايا دراسته، الأمر الذي شجَّعنا في القيام باستجلاء البُعْدِ النقدي المتماهي في هذه المختارات، فضلاً عن تفوُّهاته النقديَّة التي انبثَّت في بعض مقالاته الصحفيَّةِ، ومُقدَّماتِهِ التي صدَّر بها دواوينه الشعرية، وسيرتِهِ الذاتية التي دوَّنها في جزئين بعنوان (ذكرياتي)، وشتيت من المقابلات الصحفية التي كانت تُعقَدُ معه.
وإذا علمنا أنَّ نقد الشعر شعرًا، من أنماط النقد التي اختصَّ الشعراء بممارسته، وهذا ما دعا جلَّ الدارسين - إن لم نقل كلَّهم- في اشتغالهم بقضيَّة (الشاعر ناقداً)، إلى الوقوف على منجز الشاعر الإبداعي الشعري؛ لاستظهار آرائه النقديَّة منه، أو ما يقترب من فضاء النقد الأدبي وأجوائه، كان ذلك لنا مندوحةً انطلقنا منها إلى ما يمكنُ الإفادةُ من منجز الجواهري الشعري في تجلية البعد النقدي لديه، وعليه فقد أضحت هذه الدراسة مجمعاً لمنجزه الشعري والنثري، وبذا غرَّدت خارج سرب الدراسات التي تناولت الجواهري شعرًا وشاعرًا .

ER -