TY - JOUR ID - TI - الدرس اللغوي وتطوره في فكر العلامة الدكتور طارق عبد عون الجنابي AU - د.عدي حسين علي الجامعة المستنصري PY - 2017 VL - 23 IS - 98/ انساني SP - 161 EP - 176 JO - journal of the college of basic education مجلة كلية التربية الاساسية SN - 18157467 27068536 AB -

الدرس اللغوي وتطوره في فكر العلامة الدكتورطارق عبد عون الجنابيد.عدي حسين عليالجامعة المستنصريتقدمة:اتسمت ميادين الدراسات اللغوية في مجالاتها المختلفة بالطابع الممنهج الذي عدّه الباحثون نمطاً معرفياً منسجماً يتجه إليه الدرس اللغوي قديماً وحديثاً، ولا بدّ للظاهرة المعرفية أن يكون محورها المنهج الثابت الذي تحدد ملامحَه مبرراتُ التجربة والتقصي والكشف، وتخطي مقتضيات الحاجة، أضف إلى ذلك اللجوء إلى اقتباس بعض الرؤى التي قد تنتمي إلى منهج آخر، وهذا الامتزاج يصفه البعض أنه جزء مهم في التكامل البحثي والانسجام المعرفي، في حين يرى الآخر أنه نوع من الخلط غير المقبول في تحديد الدرس المتناسق، إلا في حالة الاضطرار المبرر الذي قد ينشأ من خلاله درس موضوعي متكامل.إنّ تحديد المنهج الذي يحاول فيه الباحث طرح مدونته العلمية يتم عن طريق اللجوء إلى ما سبقه من مفاهيم، فهو بدوره حلقة وصل ترسم ملامح جديدة لما توصل إليه، فتكون محاولته عبارة عن إضافة حقيقية للفكر والمفهوم، وفي أحايين كثيرة يكون الباحث نسخة مطابقة لمن سبقه في هذا الميدان، وهذا ما يحاول بسببه الكثير من المتخصصين، ولاسيّما الجادّون في الطرح والاهتمام، أن يجعلوا المنهج جزءاً خادماً لبحثهم العلمي وليس العكس، والمعلوم أنّ المنهج قد وُصِف بأنّه التيار أو المذهب أو المدرسة، فيتخذه الباحث أسلوباً لأفكاره لكي لا يتشتت به السبيل أمام تزاحم الآراء والأفكار والرؤى المختلفة( )، وإذا كان المنهج سوراً معرفياً يصعب اختراقه فلِمَ كلما مرّ زمان ما تغيرت المناهج واستُحدثت أخرى؟ إذ إنّ المدارس العربية اللغوية قد تأثرت بالمدارس الغربية أيّما تأثرٍ من خلال المنهج التاريخي والمقارن والوصفي والتقابلي، ولم تقتصر على المناهج الرئيسة فحسب بل لجأ الباحثون إلى مناهج فرعية (لو جازت العبارة) كالمنهج البنيوي والمنهج الشكلي والمنهج التجريدي والمنهج التوليدي التحويلي وغيرها من المناهج( )، فهو بذلك ميدان متطور لا يمكن تحويطه بالقوالب والقوانين، خاصّة ما يتعلق بالعلوم الإنسانية التي تتأثر تأثيراً مباشراً بطبيعة الحياة وأنماطها، فكلما تأتي حقبة زمنية وتظهر فلسفة ما تجد العلوم الإنسانية تميل إلى تلك المستحدثات بطابعها الفكري وكذلك التطبيقي، ولعلّ علم اللغة جزء رئيس من تلك العلوم، فهو ذو تأثر مباشر بها، فالمرحلة التاريخية التي مرّ بها تبين مديات التطور والتغيير الذي لجأت إليه أفكار الدرس اللغوي منذ نشأته وحتى يومنا هذا، فضلاً عن شعور الباحثين أن هناك الكثير من الحقائق والتفسيرات اللغوية لا يمكن اكتشافها إلا بالاستعانة بالمناهج الحديثة، فتاريخ العربية وأصولها بحث خالص من بحوث علم اللغة التاريخي والمقارن، فضلاً عن علم اللغة الوصفي وعلم اللغة التقابلي وغير ذلك( ). ER -