TY - JOUR ID - TI - دور الجامعات العراقية في تعزيز وحماية الأمن الفكري لدى الطلبة من وجهة نظرهم AU - أ.م.د بشرى عبد الحسين PY - 2018 VL - 20 IS - 1 SP - 7 EP - 22 JO - Al-Bahith Journal مجلة الباحث SN - 22223002 2790220X AB -

مستخلص البحثيهدف البحث الحالي الى:تعرف دور الجامعات العراقية في حماية وتعزيز الأمن الفكري لدى طلبتها من وجهة نظرهمتعرف دور الجامعات العراقية في حماية وتعزيز الأمن الفكري لدى طلبتها وفقا" لمتغير النوع (ذكور- اناث) .وتحقيقا لأهداف البحث قامت الباحثة بتطبيق الاستبانة التي أعدت لهذا الغرض على عينة البحث البالغة (500)طالب وطالبة من الجامعات العراقية التي ذكرت في حدود البحث ، وبعد تحليل البيانات إحصائيا" باستخراج الوسط المرجح والوزن المئوي لكل فقرة من فقرات الاستبانة تبين ان الفقرات الآتية (تساهم الجامعة في تنمية روح الانتماء والمواطنة لدى طلبتها)(تسعى الجامعة الى بناء الهوية الأكاديمية لدى طلبتها)(تعمل الجامعة على التصدي لكل ما يثير الصراعات المذهبية والقومية بين طلبتها)(تسعى الجامعة الى تنمية روح التعاون والعمل الجماعي لدى طلبتها)(تعمل الجامعة على توجيه طلبتها على طرح آراءهم وأفكارهم وإجراء بحوثهم وفق منهج البحث العلمي المتعارف عليه) قد حصلت على أوساط مرجحة وأوزان مئوية اعلى من غيرها من الفقرات الأخرى ،وهذه نتيجة منطقية تؤيد بان الجامعات العراقية تعمل وفقا لاستراتيجيات تعليمية منتظمة ، فهي ليست مجرد صرح أكاديمي تعول عليه المجتمعات أهمية تعليمية او بحثية ، وإنما برز لها الدور الثقافي والاجتماعي الذي تتعهد من خلاله بإعداد أكثر شرائح المجتمع فاعلية وقدرة وهم الشباب بما يملكونه من مهارات وقدرات لأجل تحصينهم ضد التيارات الفكرية والثقافية الهدامة من خلال ما يتلقونه من أمور تعليمية وثقافية داخل الجامعة كونها تحمل رسالة عظيمة تتضمن حماية الشباب من الانحرافات المتعددة في عصرنا الحاضر.كما بينت نتائج البحث ان هناك فروقا" دالة احصائيا" ولصالح الذكور وهذا يعود الى ان الذكور لديهم دور اكثر فاعلية من الاناث من حيث مزاولة مختلف الانشطة العلمية والثقافية التي تقوم بها الجامعة وتهدف من خلالها الى حماية وتعزيز الامن الفكري لدى طلبتها، وهذا ما يشكل لهم الدافع الاكثر في توجيه نظرتهم الايجابية للجامعات اكثر من الاناث التي تنظر لدور الجامعات العراقية بنظرة تختلف عن نظرة الذكر الذي يخطط ويضع له أهداف بعيدة المدى أكثر من الأنثى في المجتمع. واخيرا خرجت الباحثة بعدد من التوصيات وفقا" لنتائج البحث.أهمية البحث والحاجة إليهعندما تتعرض أي امة لازمة أو ضائقة فإنها تتجه إلى مؤسسات التربية والتعليم باعتبارها الأداة الأنسب للتغير والتصحيح من بين عدة مؤسسات داخل المجتمع تهتم بعملية التربية والتعليم ,فهي ضرورة ملحة ومطلب حيوي في ظل الظروف والتحديات الراهنة في عصر العولمة وتحول العالم الى قرية صغيرة متأثرة ومؤثرة في شتى مجالات الحياة.فالجامعة تعتبر مؤسسة ذات الأهمية الكبيرة لأنها تلعب ادواراً مهمة في سلوك النشء بما تملكه من نُظم وأساليب تربوية وكفايات علمية متخصصة , فهي المدخل الحقيقي والموضوعي المعني بتكوين المفاهيم الصحيحة وتعزيزها في اذهان الناشئة بصورة صحيحة ومخطط لها (هواري ,بدون سنة, 2).وهي بالإضافة الى تزويدها الطالب بالمعارف والمهارات فان إسهامها الأكثر أهمية هو الدور التربوي, حيث انها المسؤولة عن بناء الاتجاهات وضبطها بما يقوي البناء الاجتماعي ويعزز وحدته وترابط أجزائه من خلال برامج مخطط لها مسبقاً فهي تعد من الأنساق الاجتماعية الأكثر قدرة على ترجمة الأهداف الى واقع يمكن مشاهدته من خلال سلوك وأخلاقيات أفراد المجتمع , ويتحقق ذلك بواسطة الأهداف العامة والإستراتيجية التي تتضمنها السياسات التعليمية (البداينة , 2006, 4), فضلاً عن ذلك تعد من اكبر المؤسسات القادرة على بلورة مفهوم الأمن الفكري وتحقيقه من خلال مقوماتها وقيمها , وبالتالي فان ذلك يحملها مسؤوليات كبيرة في إعداد الشباب وبلورة بنائهم الفكري بمختلف أبعاده والذي بدونه لن تستطيع الجامعة تأدية رسالتها كما هو مأمول منها (عامر , 2007, 61-87 ) , اذ يعد الأمن الفكري رصيد الأمة في مواجهة الحياة بكافة صنوفها ,لهذا يعتبر احد منتجات المؤسسات التعليمية المتوقع ان تحدثها تلك المؤسسات في المجتمع, حيث تقوم هذه المؤسسات بتكريس وتعزيز القيم الثقافية والفكرية القادرة على حفظ التوازن في الثقافة الاجتماعية السائدة من خلال التعاطي الواضح مع ما يسودها من فكر وقيم ثقافيه وتراثية ( الحيدر ,2001 ,4 ) , اذ ان دور الجامعات في إرساء دعائم الأمن الفكري دور مهم وفعال وخاصة في المرحلة الجامعية التي يصبح الشباب فيها في قمة الحيوية والنشاط وتزاحم الأفكار وتجاذبها (صالح, 2007, 43 ), حيث تعد شريحة الشباب في أي مجتمع عدته الأساسية نحو مستقبل أفضل , فضلاً عن كونه صاحب هذا المستقبل فهو الرصيد الحقيقي للوطن من رأس المال البشري , وهو العنصر الأكثر أهمية وحيوية في عملية التخطيط لمستقبل اي مجتمع في الرقي والتطور , وهذا الشباب لايوجد في معزل عن مجريات الحياة من حوله , لذلك فأن دوره يؤثر في هذه المجريات ويتأثر بها بما قد ينعكس على سلوكه وأخلاقياته وشكل علاقاته الاجتماعية وانتماءاته ( الملحم , 2009 , 7) وبما ان للشباب ثقافة ذات طبيعة متميزة تشكل منظومة القيم وموجهات السلوك تنطلق من حاجات الشباب ووضعهم في المجتمع وبمدى إحساسهم بمشكلاته , فان هذا الوضع ينطوي على خطورة استغلال هذه الخصائص لدى الشباب من قبل جماعات إرهابية حيث يمكن اختطافهم عبر مؤثرات ثقافية واجتماعية وهنا يكمن الخطر فإذا لم يستفيد المجتمع من هذه الخصائص في توجيه الشباب وحشدهم في البناء والتنمية والتطور , واذا لم تعمل مؤسسات المجتمع على اشباع حاجاته وتنظر في مطالبه وتستمع الى مقترحاته وآراءه أصبح الشباب يبحث بصورة غير مشروعة ليعبر عن سخطه وغضبه وسط جماعات الإرهابيين الذين يسهل عليهم تجنيد مثل هؤلاء الشباب الساخطين الغاضبين ليعودوا الى مجتمعهم حاقدين ناقمين مقتنعين إن لغة العنف هي السبيل الأفضل والأسرع للتغير , وهي الحل الأكثر شمولاً لمعضلة دور الشباب في المجتمع ,وهذا الدور الذي لم يسمح للشباب ان يمارسوه وان يشاركوا من خلاله في البناء والتنمية والتطور في المجتمع ( الغرايبة ,2008 ,37) . ER -