TY - JOUR ID - TI - الحـَـبْـك في المقـامة البغداديّـة دراسة تطبيقية في ضوءاللسانيات النـّصـيـة AU - م. د. لواء عبد الحسن عطية PY - 2018 VL - 20 IS - 1 SP - 269 EP - 285 JO - Al-Bahith Journal مجلة الباحث SN - 22223002 2790220X AB -

م. د. لواء عبد الحسن عطيةالمقدّمةالحمد لله وسلامٌ على عباده الذين اصطفى، أمَّا بعد:فقد وقف الدرس اللساني القديم عند حدود الجملة، فبيّن مكوناتها ومختلف القواعد التي تحكمها؛ وعلى ذلك قامت النظريات النحوية والاتجاهات اللسانية المختلفة، في حين أصبح التركيز على النص هو محور الاهتمام في بحث تحليل النص، وهذا التحليل يعد الجملة تمهيداً ضرورياً لأبحاث علم لغة النص (Text Linguistics)؛ لذلك فإنّ (النص) هو هدف البحث في هذا العلم الجديد. وقد قدم علماء النص تعريفات عدة لمفهوم النص، منها:أنّه حدث تواصلي يلزم لكونه نصاً أن تتوافر له سبعة معايير مجتمعة هي السبك، والحبك، والقصدية، والمقبولية، والإعلامية، والموقفية، والتناص.ويقوم هذا البحث على دراسة معيار الحبك تنظيراً وتطبيقاً، لذا جاء في مبحثين، تكفل الأول منهما بَعْرض مفهوم الحبك ووسائله، في حين نهض الآخر بتطبيق هذا المعيار في المقامة البغدادية لبديع الزمان الهمذاني (ت 398هـ)، بوصفها أنموذجاً من التراث اللغوي العربي صالحاً لإجراءات لسانيات النص.وهذه الدراسة لا تجد وصفاً يسوغ وجودها إلاّ وصفها بالمحاولة، ولاسيما إنها في ضوء هذا العلم الوافد، الذي ما زالت الجامعات العربية تتلمس جذوره المعرفية, هذا من جهة, ومن جهة أخرى تحاول تطبيقه في النصوص التراثية مستعينة بمرجعياتها الثقافية. وأخيراً آملُ الرشاد من ولي النعمة والعباد؛ إنه نعم المولى ونعم النصير.المبحث الأول: معيار الحبك في لسانيات النص: مفهومه ووسائلهتوطئة: المعايير النصيةبدأ البحث النصي _ بصورته المكتملة_ بتلك الدراسة الرائدة التي قدمها "هاليداي ورقية حسن" (1976) في كتابهما (Cohesion in English) "الاتساق في اللغة الإنجليزية"، الذي بحثا فيه وسائل الربط المجاوزة لمستوى الجملة تطبيقاً على الإنجليزية إلاّ أن توجه الباحثين انصبّ على الإجراءات اللغوية بنحو أساسي، ولم يتعامل بالقدر نفسه من العناية بالعوامل السياقية المصاحبة لتلك الإجراءات اللغوية ، فانحصرت الدراسة في إطار السبك (Cohesion) وأساليبه المختلفة.وفي عام (1977) قدّم "فان دايك" رؤية أخرى لدراسة النص في كتابه (Text and Context) "النص والسياق"، لم يقتصر على البنية الداخلية للنصوص، بل حاول استشراف الأبعاد التداولية التي تمثل في نظره أساساً موضوعياً لأي نص، وأعقبه بكتاب أكثر شمولاً في (1980) بعنوان "علم النص، مدخل متداخل الاختصاصات" بيّن فيه دراسة النص من جهات مختلفة: المنظور الدلالي والتداولي والبلاغي والأسلوبي والنفسي والاجتماعي ، وهي زوايا مختلفة لمحاولة فهم النص وتفسير عملتي الإنتاج والتلقي. ER -