@Article{, title={موقف الصحافة العراقية من انبثاق مجلس المبعوثان والمجلس التاسيسي}, author={م.علي شمخي جبر}, journal={Al-Bahith Journal مجلة الباحث}, volume={21}, number={}, pages={265-283}, year={2019}, abstract={شهد العراق مطلع القرن العشرين سلسلة من الاحداث كان لها الاثر الكبير في تقرير مصيره وتحديد معالم سيادته على ارضه ومن بين تلك الاحداث الانقلاب العثاني عام 1908 والقرارالذي اتخذته جمعية الاتحاد والترقي باعادة الحياة البرلمانية للدولة العثمانية من خلال اعادة احياء مجلس المبعوثان الذي تعطل اعماله لاكثر من ثلاثين عاما بعد تعليق العمل بالدستور العثماني الصادر 1876 وكان العراق مشاركا في انتخابات هذا المجلس عبر عدد الشخصيات المؤيدة لجمعية الاتحاد والترقي اما الحدث الثاني فهو القرار الصادر عن الارادة الملكية في الرابع من اذار عام 1922 بصدور النظام المؤقت لانتخاب اعضاء المجلس التاسيسي ليكون الوعاء الدستوري للانتخابات النيابية في العراق وقد شكل هذان الحدثان مفصلين مهمين في تاريخ العراق السياسي ويمكن وصفهما بامهما اولى المحاولات لممارسة التعددية في العراق عبر الانتخاب المباشر ومع اختلاف الاهداف من تشكيل مجلس المبعوثان الذي سعت من خلالها الدولة العثمانية الى تثبيت سيادة العثمانيين على الدول التي تحتلها ومحاولة حفظ الامن والاستقرار فيها وتاثرهم بالتجارب النيابية في الدول الاوربية اختلف الامر بالنسبة للبريطانينين بعد مرور عقد من الزمن على استبدال الاحتلال العثماني للعراق بالاحتلال البريطاني حيث تصاعدت الدعوات والمطالبات بتنظيم المؤتمر الوطني العام وتقرير مصير العراق في ظل الهيمنة البريطانية الجديدة وياتي هذا البحث ليسلط الضوء على الدور الذي لعبته الصحافة العراقية من هذين الحدثين ومواكبتها للتطورات التي سبقت انبثاق مجلس المبعوثان وصدور الارادة الملكية بتنظيم انتخابات المجلس التاسيسي او مااطلق عليه بالمؤتمر الوطني العام ويرى الباحث ان اعادة الكتابة بهذين الحدثين يرتبط ارتباطا وثيقا بالاهتمام المتزايد من قبل المؤسسات البحثية بالتجربة السياسية العراقية وتحولها من النظام الملكي الى الى النظام الجمهوري ومن ثم النظام الديمقراطي التعددي وقد تناول الباحث في مبحثين اهتمام الصحافة العراقية وموقفها من تشكيل مجلس المبعوثان ومن انبثاق المجلس التاسيسي وسلط الضوء على ماكتب في عدد من الصحف العراقية من قبل الصحفيين العراقيين في ذلك الوقت وقد اعتمد الباحث على المراجعة المباشرة لاعداد الصحف الصادرة في تلك الحقبة والموجودة اعدادها في دار الكتب والوثائق كما اعتمد على عدد من المصادر التاريخية التي تناولت حقبة مهمة من تاريخ العراق خلال الاحتلال العثماني والاحتلال البريطاني وهي حقبة مفصلية انتقل فيها العراق من هيمنة سياسية الى اخرى اختلفت معالمها باختلاف الاطر الادارية والخطط الاستعمارية التي تحكمت بمقدرات العراقيين على مدى عقود من الزمن وقد اختار الباحث المنهج الوصفي والتحليلي في رصد مانشرته الصحافة العراقية والمقارنة بين ردود الافعال السياسية للقوى المتنفذة في ذلك الوقت ودعوات الرفض من قبل القوى الوطنية العراقية من خلال ماكانت تصدره الصحف العراقية وتنشره باقلام عدد من السياسين الوطنيين والكتاب البارزين ويتمنى الباحث من الله ان يكون قد وفق في كتابة هذا الجهد العلمي اليسير بما يخدم الباحثين في هذا الحقل المعرفي ومن الله التوفيق اهمية البحث تمثل المجالس النيابية اهم معالم الديمقراطية والتعددية والبرلمان او مجلس النواب الذي يحمل مسميات اخرى هو الواجهة التي يمكن من خلالها التعرف على طبيعة النظام السياسي في اية دولة ولاتكتمل الصورة الحقيقية لاي نظام تشريعي من دون وجود مؤسسة تشريعية منتخبة من قبل الشعب يجسد فيها ارادته في الاختيار الحر ومن دون وجود قوانين تكفل الحريات العامة وتشيع ثقافة الراي والراي الاخر ومن ضمن هذه الحريات حرية الصحافة ولم يعرف العراقيون طوال قرون من الزمن مثل هذه النمط السياسي على الرغم من ان الدراسات التاريخية تتحدث عن تشكيل برلمان في الحضارات البابلية القديمة في العراق وفي ظل الاحتلال العثاني تعرف العراقيون في اواخر القرن التاسع عشر على النظام الانتخابي من خلال مجلس المبعوثان ثم تمكنوا عبر حراك شعبي وسياسي من اجبار حكومة الاحتلال البريطاني على تنظيم المؤتمر التاسيسي من خلال الاقتراع العام لذا ياتي هذا البحث للتعرف على موقف الصحافة العراقية من هذه التشكيلات السياسية سواء اكان التثقيف بها والدعوة الى تاسيسها او في اداء مهمامها او تاثير قراراتها على الجمهور .مشكلة البحثيشكل التاريخ السياسي لاية دولة قاعدة مهمة في تنامي الوعي بالحريات العامة وتتعمق الاهمية لهذا التاريخ حين تتمكن التشكيلات السياسية فيه والانظمة والقوانين التي يتم تشريعها من الوصول الى مستويات متطورة تتيح للافراد التعبير عن ارائهم وفي العراق بقي الصراع بين السلطة والمؤسسات التي تعمل من اجل ترسيخ الدعوات الى الاستقلال والحرية صراعا مكشوفا وقد مثلت السلطة التشريعية مفصلا مهما من مفاصل هذا الصراع وقد حاول الباحث في هذا الجهد العلمي تقفي اثار هذا الصراع من خلال الاطلاع على ماتم تدوينه في الصحافة العراقية عن موضوعة اول نموذج تشريعي في عهد الاحتلال العثاني في العصر الحديث متمثل بمجلس المبعوثان واول نموذج تشريعي في العراق في ظل الاحتلال البريطاني متمثل بالمجلس التاسيسي والتعرف على طبيعة التثقيف الجماهيري لهما من خلال ماكتبته الصحافة العراقية .

} }