TY - JOUR ID - TI - منهج القريب بين المذاهب الاسلامية مشروع التقريب عند محمد جواد مغنية انموذجا AU - اسماء قاسم محمد الشمري AU - عبد الكريم الشمري PY - 2019 VL - 21 IS - SP - 166 EP - 179 JO - Al-Bahith Journal مجلة الباحث SN - 22223002 2790220X AB -

تفاقمت في السنوات الاخيرة ظاهرة التكفير وتأجيج النعرات المذهبية والطائفية و لاسيما بين ابناء الامة الاسلامية , و اصبح الانسان تائها في عالم شحت فيه روح التسامح والانسانية التي هي من مرتكزات الدين الاسلامي الحنيف , فأصبحت الحاجة ماسة الى تعميق وشيجة التقارب بين المسلمين , وترسيخ التقريب بين المذاهب الاسلامية , وارساء قواعد الوحدة والتضامن بين ابنائها لتكون قادرة على مواجهة التحديات التي تحيط بها , في ظل تزايد الخطر من النفخ في نار الفتنة الطائفية , وتصاعد حدة الصراع الطائفي الذي ينشب في مناطق عدة من العالم الاسلامي , وتفاقم الحس الطائفي الذي جاء نتيجة للجهل والتعصب المذهبي . وبقدر ما يضطرب الامن والسلم والاستقرار في عدد من البلدان الاسلامية , يزداد التوتر الطائفي الذي يعكر الاجواء , ويفسد العلاقات بين الافراد والجماعات من الشعب الواحد , ويعرض المصالح المشتركة للخطر , ومن ثم يضعف الكيان الوطني , ويفقده المناعة ضد العوامل السلبية الداخلية والخارجية , التي تشل حركة المجتمع , وتحد من تطلعاته نحو الارقى والافضل في امور الحياة كلها , فينتج عن ذلك ضرر كبير للفرد و للمجتمع والدولة , بل للأمة بأسرها . اذن فالتقريب لا يقوم الا على اساس وجود الخلاف او الاختلاف , والخلاف المشار اليه هنا هو الخلاف ما بين المذاهب الاسلامية او الاختلاف بينها وهذا ما سنتحقق منه من خلال هذا البحث المتواضع الذي يتألف من مبحثين : المبحث الاول يتضمن التعريف بنشأة المذاهب الاسلامية واسبابها ومفهوم الاختلاف واسبابه , اما المبحث الثاني فيتضمن مفهوم التقريب ومشروع التقريب بين المذاهب الاسلامية ودور محمد جواد مغنية في هذا المشروع .المبحث الاول : ( نشأة الفرق والمذاهب الاسلامية ) نظرة الى المذاهب والفرق الاسلامية :- مما لاشك فيه ان أصول الإسلام التي لا اختلاف عليها بين المسلمين جميعاً هي الإيمان بالله ربا ، وبمحمد صلى الله عليه واله نبياً ، وبالقرآن كتابا منزلا ، وبالكعبة قبلة ، وبأركان الإسلام الخمسة المعروفة ، وبأنه ليس بعد الإسلام دين ، ولا بعد رسوله نبي ، وبأن كل ما بعث به مُـحَمَّد صلى الله عليه واله حق وصدق . و هذه الأصول تمثل جوهر الإسلام أو أساسياته ، وكُل من يؤمن بها فهو مسلم ، قد انعقدت بينه وبين سائر المسلمين في كل مكان أخوة في العقيدة مهما يكن المذهب الذي ينتمي إليه ، وهذه الأخوة يحرم معها أن يخذل مسلم مسلماً أو يعاديه أو يؤذيه أو ينحاز إلى من يعاديه أو يؤذيه , " قال رسول الله صلى الله عليه واله : من شهد ان لا اله الا الله واستقبل قبلتنا وصلى صلاتنا واكل ذبيحتنا فذلك المسلم له ما للمسلم , وعليه ما على المسلم " ER -