TY - JOUR ID - TI - الصحافة العراقية وقيم المجتمع المدني دراسة تحليلية لصفحة الرأي في جريدة الصباح للفترة من 1/1/2019 إلى 31/06/2019 الصحافة العراقية وقيم المجتمع المدني دراسة تحليلية لصفحة الرأي في جريدة الصباح للفترة من 1/1/2019 إلى 31/06/2019 AU - واثق عباس عبد الرزاق واثق عباس عبد الرزاق PY - 2020 VL - 4 IS - 38 SP - 2089 EP - 2132 JO - Journal of The College of Education مجلة كلية التربية SN - 24171994 25185586 AB - إن الحديث عن المجتمع المدني يرقى إلى الحديث عن المسيرة الإنسانية منذ انتقال البشر من مجتمع الصيد والرعي والزراعة إلى المجتمع الحضري ، وقد كثر الحديث عن المجتمع المدني منذ سبعينات القرن الماضي ، وذلك تعبيرا عن السعي الحثيث لتقوية النسيج الاجتماعي المعتمد على تعدد الأنشطة القائمة على أهداف مجتمعية يقوم بها أفراد المجتمع بصورة مستقلة عن تسلط وهيمنة الدولة .وينصرف المدلول الذي يشير إليه مصطلح (المجتمع المدني) اليوم إلى مجتمع متكامل في دولة عصرية أو في طريقها إلىأن تكون عصرية ، قادرة على التواصل بكفاءة مع الدول الأخرى ، وقادرة في الوقت عينه على تلبية الاحتياجات العصرية لمواطنيها ، وعلى جعلهم يشعرون بمقومات شخصيتهم ، بوصفهم أفرادا متميزين ولهم دور وحضور وكرامة وحريات وحقوق وعليهم واجبات ومسؤوليات ، ولهذا فان المجتمع المدني الحيوي هو الذي يتمكن أفراده من تكوين تجمعات تطوعية مستقلة عن نشاط الدولة وحركتها .ويواجه مصطلح (المجتمع المدني) شكوكاً شتى تمس الاستخدامات غير البريئة للمصطلح في بعض الحالات والبلدان فضلاً عن الظلال السياسية التي يلقيها إزاء موضوعات مثل تداول السلطة وكيفية انتقالها ، وأسلوب الحكم ، والحياة الديمقراطية بمفهومها العميق العام وبوصفها سلوكا أيضاً ، في ظل احترام حقوق الإنسانالأساسية وحرياته العامة ومكانته في الدولة والمجتمع ومسؤوليته عن الدولة والمجتمع . وما لا شك فيه إن هذه الشكوك ولدت إشكالية إزاء فهم المجتمع المدني ، وان هذه الإشكالية تصدرت إشكاليات الفكر العربي في العقدين الأخيرين ، لكنها مع ذلك تكاد تكون أكثر هذه الإشكاليات اختلاطا وضبابية ، أماأصل هذا الاختلاط والالتباس فيرجع إلى انه لم يتم التعامل مع مفهوم المجتمع المدني بوصفه مفهوما حديثا نشأ وتكون مع ثورة الحداثة العلمية والتقنية والإنتاجية في الغرب ، متوافقا مع تحول غير مسبوق في الرؤى السياسية .إن قيام الدولة الحديثة استوجب الحاجة إلى وجود تنظيمات اجتماعية متعددة الوظائف تخترق حدود الإطارات التقليدية وتستهدف بدرجة أساسية التعبير عن مصالح مجموعة كبيرة من الأفراد ، وهذه التنظيمات ولدتها الحاجة إلى ضرورة إحداث توازن في مقابل الدولة ذات الطبيعة التسلطية والاستبدادية بصرف النظر عن المدعيات الإيديولوجيةأوالإشكال التي استقرت فيها ، فمؤسسات المجتمع المدني تمثل مصالح مجموعات كبيرة من الأفراد وتوفر أيضاً ضمانة صلبة أمامتسلط الدولة وأجهزتها ، والدول التي تنشط فيها هذه المؤسسات تعد أكثر استقرارا وديمقراطية من الدول التي ما زالت تحسُ قيام المؤسسات المدنية غير الخاضعة لإشراف الدولة (أخطاراً) ، محتملة ومصادر تهديد لوجود الدولة والمجتمع المدني السليم حدوده المواطنة التي تشكل هويته مثلما تحدد للفرد فيه ذاتاً مستقلة فالمجتمع المدني في ظل الولاءات القبلية والعشائرية والطائفية النافية للفرد كذات حقوقية مستقلة ، والمستبدة به من خلال أعرافها وقيمها المتخلفة والمحبطة لكل تطلع ديمقراطي خارج آطر العقل القبلي ، لا يمكن ان تقوم له قائمة.هذه الإرباكات والمعوقات هي التي وقفت ولا تزال تقف عائقا أمام نهوض المجتمع المدني في العالم العربي ، حيث يواجه الجميع مأزقاً حقيقياً ، وما لم يجر تحول أساسي ، سياسي واقتصادي وتنموي وفق تصور شامل في بنية المجتمع العربي ، وعلى أساس ديمقراطي يفسح المجال أمام قواه الحية للعمل من دون قيود وضغوطات واكراهات ، فان هذا المجتمع يبقى ملغما بكل عوامل التفجير من الداخل وسننتظر كثيرا قبل قيام مجتمع مدني حقيقي في المنطقة العربية المتنوعة

إن الحديث عن المجتمع المدني يرقى إلى الحديث عن المسيرة الإنسانية منذ انتقال البشر من مجتمع الصيد والرعي والزراعة إلى المجتمع الحضري ، وقد كثر الحديث عن المجتمع المدني منذ سبعينات القرن الماضي ، وذلك تعبيرا عن السعي الحثيث لتقوية النسيج الاجتماعي المعتمد على تعدد الأنشطة القائمة على أهداف مجتمعية يقوم بها أفراد المجتمع بصورة مستقلة عن تسلط وهيمنة الدولة .وينصرف المدلول الذي يشير إليه مصطلح (المجتمع المدني) اليوم إلى مجتمع متكامل في دولة عصرية أو في طريقها إلىأن تكون عصرية ، قادرة على التواصل بكفاءة مع الدول الأخرى ، وقادرة في الوقت عينه على تلبية الاحتياجات العصرية لمواطنيها ، وعلى جعلهم يشعرون بمقومات شخصيتهم ، بوصفهم أفرادا متميزين ولهم دور وحضور وكرامة وحريات وحقوق وعليهم واجبات ومسؤوليات ، ولهذا فان المجتمع المدني الحيوي هو الذي يتمكن أفراده من تكوين تجمعات تطوعية مستقلة عن نشاط الدولة وحركتها .ويواجه مصطلح (المجتمع المدني) شكوكاً شتى تمس الاستخدامات غير البريئة للمصطلح في بعض الحالات والبلدان فضلاً عن الظلال السياسية التي يلقيها إزاء موضوعات مثل تداول السلطة وكيفية انتقالها ، وأسلوب الحكم ، والحياة الديمقراطية بمفهومها العميق العام وبوصفها سلوكا أيضاً ، في ظل احترام حقوق الإنسانالأساسية وحرياته العامة ومكانته في الدولة والمجتمع ومسؤوليته عن الدولة والمجتمع . وما لا شك فيه إن هذه الشكوك ولدت إشكالية إزاء فهم المجتمع المدني ، وان هذه الإشكالية تصدرت إشكاليات الفكر العربي في العقدين الأخيرين ، لكنها مع ذلك تكاد تكون أكثر هذه الإشكاليات اختلاطا وضبابية ، أماأصل هذا الاختلاط والالتباس فيرجع إلى انه لم يتم التعامل مع مفهوم المجتمع المدني بوصفه مفهوما حديثا نشأ وتكون مع ثورة الحداثة العلمية والتقنية والإنتاجية في الغرب ، متوافقا مع تحول غير مسبوق في الرؤى السياسية .إن قيام الدولة الحديثة استوجب الحاجة إلى وجود تنظيمات اجتماعية متعددة الوظائف تخترق حدود الإطارات التقليدية وتستهدف بدرجة أساسية التعبير عن مصالح مجموعة كبيرة من الأفراد ، وهذه التنظيمات ولدتها الحاجة إلى ضرورة إحداث توازن في مقابل الدولة ذات الطبيعة التسلطية والاستبدادية بصرف النظر عن المدعيات الإيديولوجيةأوالإشكال التي استقرت فيها ، فمؤسسات المجتمع المدني تمثل مصالح مجموعات كبيرة من الأفراد وتوفر أيضاً ضمانة صلبة أمامتسلط الدولة وأجهزتها ، والدول التي تنشط فيها هذه المؤسسات تعد أكثر استقرارا وديمقراطية من الدول التي ما زالت تحسُ قيام المؤسسات المدنية غير الخاضعة لإشراف الدولة (أخطاراً) ، محتملة ومصادر تهديد لوجود الدولة والمجتمع المدني السليم حدوده المواطنة التي تشكل هويته مثلما تحدد للفرد فيه ذاتاً مستقلة فالمجتمع المدني في ظل الولاءات القبلية والعشائرية والطائفية النافية للفرد كذات حقوقية مستقلة ، والمستبدة به من خلال أعرافها وقيمها المتخلفة والمحبطة لكل تطلع ديمقراطي خارج آطر العقل القبلي ، لا يمكن ان تقوم له قائمة.هذه الإرباكات والمعوقات هي التي وقفت ولا تزال تقف عائقا أمام نهوض المجتمع المدني في العالم العربي ، حيث يواجه الجميع مأزقاً حقيقياً ، وما لم يجر تحول أساسي ، سياسي واقتصادي وتنموي وفق تصور شامل في بنية المجتمع العربي ، وعلى أساس ديمقراطي يفسح المجال أمام قواه الحية للعمل من دون قيود وضغوطات واكراهات ، فان هذا المجتمع يبقى ملغما بكل عوامل التفجير من الداخل وسننتظر كثيرا قبل قيام مجتمع مدني حقيقي في المنطقة العربية المتنوعة ER -