TY - JOUR ID - TI - سلاح الفرسان ( الخيالة ) في الجيش العباسي قاهر الزنج( 254 ـ 270 هـ ) AU - قاسم حسن آل شامان السامرائي PY - 2006 VL - 2 IS - 3 SP - 61 EP - 69 JO - Surra Man Ra'a سر من رأى SN - 18131735 AB -

يُعدُّ سلاح الخيالة ( الفرسان ) من الأسلحة المهمة في الجيش العباسي ، لما للخيل من دورٍ مهم في سرعة الحركة وحماية راكبها نوعاً ما وتهيئة الموقع القتالي الجيد ، وقدرته على الولوج إلى أماكن قد لا يستطيع سلاح آخر الوصول إليها ، فضلاً عن قيمتها باعتبارها واسطة التنقل الرئيسة سلماً وحرباً 0
وقد لعب هذا السلاح دوراً مهماً ضمن تشكيلات الجيش العباسي وصنوفه ، ولاسيما الحرب التي شهدت كبح جماح حركة الزنج المدمرة ، تلك الحركة العارمة التي قادها رجل طموح ادعى النسب العلوي عدة مرات ، وادعى النبوّة أيضًا ، فاستمـال قلوب الزنج ، ومن له عداء مع الدولة العباسية ، ففرض سيطرته على البصرة وامتدت رقعة حركته حتى جنوب بغداد ، مرتكبةً الفضائع تجاه أهل المناطق المختلفة( ) ، حتى تمكن الجيش العباسي بقيادة الأمير الموفق بالله بن الخليفة المتوكل على الله من محاربته والقضاء على حركته بعد سنين تمرد دامت ما بين عامي ( 254 ـ 270هـ )( ) .
وقد كان لسلاح الفرسان دوره الفاعل في هذه الحرب كسائر أسلحة الجيش الأخرى وصنوفه ، وهو ما سنراه في هذا البحث .
سلاح الفرسان
كانت شذوات وسميريات( ) تابعة للجيش العباسي على فوّهة نهر العباس ، وذلك سنة ( 258 هـ ) ، بقيادة القائد اصغجون ومعه جماعة من الفرسان والرجالة ، لتتولى حماية فوّهته والحيلولة من دخول الزنج في هذا النهر( )0
وبعد أن فرض الزنج سيطرتهم على واسط والنعمانية وإغـارتهم عـلى جرجـرابا ( جنوب بغداد ) ودخولها وبناء الحصون فيها ، لم يَرُق الأمر للأمير الموفق ، وهو القائد العام للجيش العباسي( ) ، فانتـدب ابنه أبا العباس أحمد للتوجه إلى هناك على رأس قوة ، فتقبل التكليف وخفّ له( ) ، إذ حرص الأمير الموفق على توديع تلك القوة بعد استعراضها في بغداد سنة ( 266هـ ) التي بلغ عدد مقاتليها ( 10,000 ) عشرة آلاف رجل بين فرسان ورجالة ، وهم (( في أحسن زيّ ، وأجمل هيئة ، وأكمل عُدَّةٍ )) ( ) .
ER -