TY - JOUR ID - TI - صفحات مضيئة من مآثر الخليفة هارون الرشيد(170-193هـ) AU - بسمان نوري الكوان PY - 2010 VL - 6 IS - 23 SP - 41 EP - 55 JO - Surra Man Ra'a سر من رأى SN - 18131735 AB -

الحمد لله رب العالمين وبعد ...
يعد هذا البحث الموسوم (صفحات مضيئة من مآثر الخليفة هارون الرشيد) دراسة تاريخية لسيرة الخليفة العباسي الخامس هارون الرشيد . عدَّ المؤرخون هارون الرشيد بن محمد (المهدي) بن الخليفة عبد الله (المنصور) بن محمد ، بن علي بن عبد الله بن العباس عم الرسول الكريم محمد(صلى الله عليه وسلم) ، واحد من أشهر خلفاء العصر العباسي الذي كان له دورا كبيرا في بناء مجد الدولة العربية الإسلامية وصرحها الحضاري .
ولا يبتعد الباحث عن الواقع إذا قال أن الخليفة الرشيد هو أكثر عظماء التاريخ الذين تعرضوا لحملات الدس والطعن والتشهير والذي تعرض له هذا الخليفة هو نسج من الكذب والافتراء ، لذلك عمد الباحث أن يكتب في مآثر الخليفة الرشيد التي تركت أثرا كبيرا لتبقى مآثره في صفحات التاريخ.
وانتظمت دراستي في هذا البحث على أربعة مباحث هي :-
المبحث الأول :- أولى الرشيد اهتماما كبيرا بالقضاء وذلك لأهميته الكبيرة لأن القضاء أساس الملك عند تحقيقه العدل والمساواة بين الرعية .
أما المبحث الثاني :- اعتنى الرشيد عناية خاصة بالعلم والعلماء وزادت عنايته أكثر بمجالسه العلمية والفقهية فكان يجمع في مجلسه عددا كبيرا من العلماء وفي مختلف أنواع العلوم لذلك كانت مجالسه مهابة لاسيما وأن دار الخلافة قد ازدحمت بالعلماء والفقهاء والمفكرين حيث كان يقربهم منه ويجزل لهم الهدايا والأعطيات لأنهم الواجهة الحضارية للخلافة العباسية .
أما المبحث الثالث :- اهتمت الدولة الإسلامية زمن الرشيد بالبحرية والقوة العسكرية اهتماما خاصا كي تؤدي دورها ومسؤوليتها التاريخية على أفضل وجه . ويتمثل هذا الاهتمام في البحرية بصناعة السفن الذي اوجد لها الخليفة الرشيد تنظيما خاصا لقيادتها ، مع الإشراف على تدريب البحارة تدريبا جيدا من اجل الحفاظ على الحدود البحرية للدولة الإسلامية .
أما في الجانب العسكري باعتبار الجيش هو الركن الأساس لحماية الدولة وأمنها وسلامتها ، لذلك اهتم بتدريب الجيش وتسليحه وتموينه وأشرف على إعداده إعدادا كاملا بنفسه لكي يؤدي دوره العسكري والعقائدي الملقى على عاتقه من اجل الحفاظ على كيان الدولة الإسلامية ووجودها ومستقبلها .
أما المبحث الرابع :- من المعروف أن الخليفة الرشيد ولد وتربى في جو عائلي يحرص أهله على التمسك بأحكام الشريعة الإسلامية ، فجده المنصور أحد فقهاء عصره ، وأبوه محمد (المهدي) أشد الخلفاء العباسيين تمسكا بالدين الإسلامي ، لذلك شب الرشيد وسط هذا الجو العائلي تقيا ورعا ، صادق العقيدة ، قوي الإيمان ، مما اكسبه هذا الجو النقي قلبا طيبا وشعورا مرهفا لتضفي على شخصيته الطابع الإنساني الحقيقي ، فكان يعفو عن المسيء وعطوفا على الفقراء والمعوزين ، مما دفعته هذه الصفات أن يتصدق من ماله الخاص للفقراء والمحتاجين ، وهذا ما جعل الحس الإنساني من ابرز معالم شخصيته .
ER -