@Article{, title={أحاديث الصالحين في ميزان النقـد}, author={عبدالوهاب توفيق السامرائي}, journal={Surra Man Ra'a سر من رأى}, volume={6}, number={19}, pages={53-78}, year={2010}, abstract={

الحمد لله الذي أسبغ على عباده نعمه ظاهرة وباطنة ، والصلاة والسلام الاتمان الأكملان على سيدنا محمد  الموصوف بصفات الكمالات محتداً وأدباً وعلماً وزهداً وعبادة واجتهاداً وعلى آله وصحبه ومن استن بسنته حتى يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين .
فمن المعلوم لدى العقلاء انه لم تحفظ امة من الامم تراث نبيها كما حفظته امة الاسلام فقد حفظت هديه  في نومه ويقظته وزهده وورعه وعبادته وعادته وقيامه وقعوده وحربه وسلمه وضحكه ومزاحه ، وكل شيء عنده وبلغ حرص – الجيل الاول – المتناهي في حفظ سنته مبلغه ، منهم من رحل الايام والليالي لسماع حديث واحد أو للتأكد من حرف واحد لم يكن متأكداً من سماعه منه  ، ومنهم من طلب شاهداً ينظم إلى صاحب القول ليشهد ان النبي  قال هذا أو فعله ، ومنهم من استحلف الرواة ، وما ذاك الا خوفهم من الوعيد الذي توعدهم به  ، إذ وعد النار لمن يكذب عليه متعمداً ، وان الكذب عليه ليس كالكذب على غيره .
ولما كانت درجات الحفظ والضبط والاتقان متفاوتة عند الناس بتقدير العزيز العليم كان حملة السنة في الاجيال المتعاقبة بعد جيله منهم المتيقظون ومنهم المغفلون ، ومنهم المحدثون ، ومنهم الممتنعون عن الرواية خوفاً من الوقوع في الاثم وكان منهم من تأخذه الرعدة والشدة حال التحديث ، ومنهم من نصب نفسه لنشر سنته والكلام في الرجال ، وكانت عصائب طلبة العلم ترد حياضه لتنهل من ذلك المنهل الروي ومنهم من صده تألهه وورعه وشغلته عبادته عن الرواية وشروطها وما ينبغي لها ، كل هذا لم يكن جهابذة الحديث في غفلة منه بل كانت أذهانهم متوقدة في وضع الأسس والقواعد التي يقوم عليها قبول الروايات من ردها الا وهي اشتراط العدالة والضبط في الراوي وانهما توأمان لا يفترقان . ولما كان هذا النفر – اعني الصالحين – موصوفا بالوصف الاول متأخراً عن بعضهم الوصف الثاني ان يوصفوا به ، وقع في رواياتهم ما وقع ، وحصل الذي حصل ، وقد الحق بهم قوم استظهروا الزهد والصلاح ، لبسوا لباسهم ، وحاكوا طريقتهم ظاهراً ، وما تخفي صدورهم أكبر ، فكان هذا البحث كاشفاً لما ذكر .
وقد اقتضت طبيعته ان يكون في مبحثين : الأول ، ذكر فيه التمهيد ، ومعنى الصلاح ، وكلمة في الصالحين ومن هو مقبول الرواية عند المحدثين ، وما يستوي فيه المحدث والشاهد وأقوال العلماء في روايات الصالحين وما شابه . وكان المبحث الثاني لاقسامهم .

} }