TY - JOUR ID - TI - قراءة إبراهيم بن أبي عبلةدراسة صوتية AU - عادل محمد عبد الرحمن الشنداح PY - 2009 VL - 5 IS - 13 SP - 23 EP - 46 JO - Surra Man Ra'a سر من رأى SN - 18131735 AB -

الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجًا ، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء وسيد الأولين والآخرين سيدنا محمد النبي الأمي المصطفى ، وعلى آله وصحبه ومن دعا بدعوته وتمسك بسنته إلى يوم الدين .
وبعد فإن أشرف ما يشتغل به الباحثون ، وأفضل ما يتبارى فيه المتبارون ، مدارسة كتاب الله ومداومة البحث فيها وإظهار إعجازه والكشف عن حقائقه ، وأسراره ما استطاعوا إليه سبيلاً فالقرآن بحر لا يدرك غوره ولا تنفد دُرره ولا تنقضي عجائبه ، فهو الصراط المستقيم وهو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تشبع منه العلماء . فمن عمل به أجر.
ثم إنه لمّا طلب مني موضوعًا أكتب فيه وهو جزء من متطلبات درجة الماجستير . اخترت قراءة إبراهيم بن أبي عبلة ، فوجدت أنها واسعة ، فلم أستطع دراسة هذه القراءة بحسب مستويات اللغة ، فاقتصرت دراستي على الجانب النحوي ، فوضعت هذا الجهد المتواضع مستعينًا بالله  وبما يسره لي من اطلاع على ما كتب العلماء قديمًا وحديثًا ، وصارت صلتي وثيقة في هذا المجال .
وبعد مرحلة الدكتوراه رحت أبحث عن موضوعات ، فوجدت أن خير ما يبتدئ به الباحث إذا أراد البحث أن يكون رصينًا ومستندًا إلى علمية أن يختار النصوص المتعارف على ثبوت صحتها ، ولا يوجد اثنان يختلفان في أن القرآن الكريم خير نص ينطبق عليه ذلك . فآليت على نفسي أن تكون معظم أبحاثي متعلقة بكتاب الله ما استطعت إلى ذلك سبيلاً ، فجاءت معظم أبحاثي على هذا النحو . وقد كتبت بحثًا بعنوان القراءات القرآنية في شرح شذور الذهب ، ومن الجارة ومعانيها في القرآن الكريم ، بعدها ، دلالة غير وإعرابها في القرآن الكريم ، ولما كنت في مرحلة الماجستير كتبت عن الظواهر النحوية في قراءة إبراهيم بن أبي عبلة استشرت أستاذي الدكتور خليل السامرائي ، وأستاذي الدكتور كريم حسين ناصح ، والأستاذ المساعد الدكتور أحمد هاشم أحمد السامرائي بأن أكمل قراءة ابن أبي عبلة فرحبا بالفكرة ، فولجت في موضوع الظواهر الصوتية( ) ، وطوال هذه المدة ، كانت تراودني بعض الأفكار المتعلقة بآراء العلماء ، فمنهم من يستحسن هذه القراءة ومنهم من يضعّف تلك وقسم يرفضها والبعض الآخر منهم يعدّها لحنًا ، وكنت أسأل لِمَ كل هذه المواقف من قبل العلماء ، فرحت أبحث عن سبب أو جواب لتلك الأسئلة التي تدور بخاطري ، فإذا بي أدخل في بحرٍ من المسائل . ولم أجد أيّ تفسير وراء الدافع الذي دفع العلماء باتخاذ هكذا مواقف إزاء القراءات ، فالبصريون يخطئون القرّاء وينسبون إليهم اللحن ، ويوجهون الطعن إليهم ، والكوفيون يعدون القراءات أصلاً من أصولهم وخصيصة من خصائص مذهبهم ، وركنًا قائمًا عليه هذا المذهب .
اقتضت طبيعة البحث أن يكون في سبعة مباحث ، هي : الهمز ، والإبدال ، والوقف ، والإعلال ، والإتباع الحركي ، والمد والقصر ، والتخفيف والتشديد .
وبعد أرجو أن أكون قد وفقت في خدمة كتاب الله  وعلوم اللغة العربية ، فما كان صوابًا فمن الله ، وما كان غيره فمن نفسي ، والله هو الغفور الرحيم .
ER -