@Article{, title={عمليات التجميل في الفقه الإسلامي و القانون}, author={om kalthoom sabeh ام كلثوم صبيح}, journal={Al-Hiqouq مجلة الحقوق}, volume={2}, number={6,7}, pages={231-257}, year={2010}, abstract={

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد ( صلى الله عليه و آله). أما بعد :من روائع الإعجاز في ديننا الإسلامي ، ومن آيات عمومه وخلوده أنه لم يدع جانبا من جوانب الحياة الإنسانية إلا كان له فيه موقف, وإن من جملة ما حدد قيوده ، وبين موقفه منه ، ما يتعلق بالزينة والتجمل ، استطبابا وعلاجا ، حرصا منه على مصلحة البشر ، وتحقيق التوازن لديهم ، لئلا تنطلق غرائزهم على خلاف مقتضى المصلحة . فقد خلق الله تعالى الإنسان في أحسن تقويم، وجعله في أفضل هيئة وأكمل صورة، وأودع فيه غريزة حب التزين والتجمل ودعا إليها عن طريق رسله وأنبيائه فقال تعالى: "يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين, قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة كذلك نفصل الآيات لقوم يعلمون" ، وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (إن الله جميل يحب الجمال). وما زال ذلك دأب الإنسان على مر العصور منذ خلقه الله تعالى. ونتيجة التقدم العلمي في شتى المجالات، ومنها المجال الطبي، بقيت هذه الرغبة تراود الإنسان سيما مع التطور السريع في مجال الجراحة الطبية، حيث أصبحت الجراحة التجميلية الحديثة بمجالاتها المختلفة أحد أهم فروع الجراحة الطبية، وصارت مقصداً للراغبين في الحسن والجمال من الجنسين، وأصبح الكثيرون يرتادون مراكز الجراحة التجميلية التي انتشرت بصورة مذهلة.ولكن إذا كان الإسلام قد شرع التزين والتجمل للرجال والنساء جميعا، فإنه قد رخص للمرأة فيهما أكثر مما رخص للرجل وذلك لطبيعتها الأنثوية التي تتطلب عناية بالتزين والتجمل, فأباح للنساء لبس الحرير والتحلي بالذهب، قال (صلى الله عليه وسلم): ( حرم لباس الحرير والذهب على ذكور أمتي , وأحل لإناثهم). وإذا كانت الزينة بالنسبة للرجل من التحسينات أو الكماليات، فإنها بالنسبة للمرأة من الحاجيات، إذ بفواتها تقع المرأة في الحرج والمشقة، فلابد من التوسعة عليها فيما تتزين به لزوجها، وذلك لتتمكن من إحصانه وإشباع رغباته.} }