TY - JOUR ID - TI - التاريخ وحداثة الشعر مرجعية القصيدة الحديثة في العراق AU - muhamad Reza Mubarak محمد رضا مبارك PY - 2006 VL - 1 IS - 2 SP - 83 EP - 102 JO - ALBAHITH ALALAMI الباحث الإعلامي SN - 19958005 26179318 AB -

من اهم القضايا الفكرية، التي تحظى بالعناية قضية الحداثة ، فقد شغلت الدراسين في جميع العصور.غير ان الحداثة في الشعر، كان لها العناية الخاصة في العراق وفي البلاد العربية... وليس غريبا ان يرتبط مفهوم الحداثة بالتاريخ... او ان يكون التاريخ اهم بعد من ابعادها ... ذلك لان الشعر العربي تاريخي وهو يتحرك في مساحة من الماضي وان هذا الماضي فاعل فيه، على صعيد اللغة والصورة الادبية... وحين وجد بعض الشعراء ان تغيير الشعر وتحديثه اصبح من مستلزمات التطور ومن اساسيات التحديث ، كان الوقع الثقافي لا يستجيب لتوق الشعراء ، وان اندفاعهم في الحداثة الشعرية يصطدم بقوة الموروث وتجذره في العقل والوجدان... كما ان الذوق الادبي قد بُني على اساس من الايقاع والصورة والعاطفة من الصعب تغييرها او العبث باشكالها ... لكن التغيير كان واقعاَ ودونه سوف تتوقف حركة الشعر ، ويتضاءل عطاؤها .
ربما تكثر الاسئلة كثرة ملحوظة بعد الذي شهدناه من تطور القصيدة في العراق وافادتها من المنجز الخمسيني او مفارقتها له . او بعد ما شهدناه من زهو بهذا الذي طلع به السياب ونازك والبياتي... فهو عند البعض بداية لابد من تجاوزها وعبورها سريعا.
وان التغيير على مستوى الشعر لا يمكن ان يكون منفصلا عن تغيير على مستوى الفكر بشكل عام او الفلسفة ، ولابد ان يكون ضمن نظام من التطور يشمل الدراسات الاجتماعية واللغوية . او تقدم على مستوى الثقافة بشكل عام، او تطور في اشكال الوعي الفردي والاجتماعي ، او تغير في النظرة الى التاريخ والى الماضي وعلاقة ذلك بالتطلع الى المستقبل.
أهم النتائج
هناك نزوع عراقي نحو التجديد والتحديث , في كل مناحي الحياة , ولا سيما التجديد الأدبي والشعري اذ أن دعوات الحداثة الشعرية في الخمسينات انطلقت من العراق ومن بغداد تحديداَ . ان أي مشروع للنهضة أو التغيير , ينبغي أن ينطلق من أرض العراق تحديداَ فهذه الأرض قادرة على تجديد نفسها كل حين . وهي قادرة على تبني قاعدة حقيقية للتحديث عن المستوى الفكري والاجتماعي اذ نمت وترعرعت في أرض العراق . وان أي مشروع وافد ثقافي , أو معرفي او سياسي , لايمكن فرضه عن العراق , اذا لم يجد مكاناَ أساسياَ في أرضه . وهذا لايعني انعزالاَ ورفضاَ للتفاعل مع الآخر , لكنه يعني ،أن الفكر الانساني الأصيل , يجد استجابة طبيعية في أرض احتضنت الفكرة الانسانية .. فالعراق أرض رعت القوانين وتفاعلت مع الفكر في أجلى صورة , في دورات حضارتها المختلفة فالأفكار الأساسية في الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان لابد أن تجد لها أساساَ ومتسعاَ في أرض رحبة كالعراق.
ER -