@Article{, title={استدلال مقتبس من تفسير سورة عبس}, author={د. حيدر تقي فضيل}, journal={Journal of The College of Education مجلة كلية التربية}, volume={1}, number={9}, pages={112-129}, year={2011}, abstract={

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين وأصحابه المخلصين وبعد, فمّما لا شك فيه أنّ القران الكريم قد أكّد لنا بعدد كبير من آياته خلق الرسول الكـــريم - صلّى الله عليه وآله وسلّم – الذي مثّــــــــل في حقيقــــــــــــــــــته دعامة مهمّة لقبول دعــــــــــوته, فهـــــــــــــو الصـــــادق الذي لم يكذب وهو الأمين الذي لم يخن , وما اصطفاه الله تعالى إلا لذلك, قــال تعالى متحـدثا عن أخلاقه – صلى الله عليه وآله وســلّم -(( وانك لعلى خـــــــلق عظيم)) (1) وقال صـــلّى الله عليه وآله وسلّم متحدّثا عن تأديب الله تعالى له (( أدّبني ربّـــــي فأحسن تأديـبي)) (2) . ومن هذا المنطلق نفهم بعض الألفاظ والآيات الواردة في القران الكريم ، والتي يوحي ظاهــــرها خلاف هذا المعنى مثل قوله تعــالى (( ليغفر لك الله ما تقدّم من ذنبك وما تأخــــر ))(3)وقـــــوله (( عفا الله عنك لم أذنـــت لهم )) (4) وقوله (( لقد تاب الله عــــلى النبي...)) (5) وقــــوله أيضا (( عبس وتولى أن جاءه الأعمى )) ( 6 ) محل البحث, حيث تجسّد هذه الآيـــــات جميعها عصمة النبي - صلّى الله عليه وآله وسلّم -وعظيم خــــــلقه , فالتوبة على النبي شـــــئ وتوبة الله تعالى على المذنبين من عباده شئ آخر, وغفران الذنــب له - صلّى الله عليه وآلـــه وسلّم - هو غير غفرانها عن غيره (7) كما روي عنه – صــــلّى الله عليه وآله وسلّم - انــه قام حتى تورّمت قدماه فقيل له (( غفر الله لك ما تقدّم من ذنبك وما تأخر , قال أفلا أكــــون عبدا شكورا)) (8) , وكذا الحال مع الآية محل البحث ، والـــذي سنستدل من خلاله على أن هذه الآية نزلت في شخص الرسول الكريم - صلّى الله عليه وآلــه وسلّم – من دون المســــاس به بل على العكس , وذلك من خلال الاستطراد بذكر الأدلــــــة المؤيدة من نصوص وشواهد للتدليل على ما نقول في هذا البحث الذي نسأل الله تعالى أن يوفقنا له انه سميع مجيب.} }