TY - JOUR ID - TI - البطل والقدر في نظرية الأدب الاسلامي AU - عبد الكريم أحمد عاصي المحمود PY - 2012 VL - 2 IS - 3 SP - 271 EP - 304 JO - Al-Bahith Journal مجلة الباحث SN - 22223002 2790220X AB - Abstract The Islamic literature focuses on depicting the Islamic example of the character or what is so called " the Islamic Hero" of the stable personality . The first feature of this character is his natural and innate aspect as a distinguished being due to the gift of God which is "mind and well " that made him deserved to be the success of God in earth . The most important aspect of balance is the balance between the absolute Divine well and the limited human well through the principle " the in between" which affected the human feeling ,dignity and well power within the feel that these are the powers of God. This Quranic principle is considered as a main base to mold the hero image in the Islamic literature in front of his picture in the contemporary European literary that were affected by the conflicted philosophies and thoughts during the last four centuries , so the hero appeared –as a contemporary Man – stranger , does not know stability , satisfaction , happiness or true love . Hence the urgent necessity is roused to change this disparate image that formed by the pre-Islamic imagination of Man and the superficial knowledge of the limits of freedom, and principle of " the in between "is an integrated imagination of destiny and the Divine fate with the role of Man. According to what is mentioned above the image of the Islamic hero does not gain its perfect Islamic attribute save within its social context and its effective role in developing society to be live embodiment of the Islamic literature thought with its comprehensive imagination and with what might affect it as well as his relation with God, universe and society

ملخص البحثبسم الله الرحمن الرحيم يركّز الأدب الإسلامي اهتمامه على تصوير النموذج الإسلامي للشخصية الانسانية أو ما يمكن أن نسميه الشخصية الاسلامية المتوازنة ، وأول ما يقدمه من ملامح هذه الشخصية هو جانبها الفطري المتأصل في خلقة الانسان كموجود متميز عن سائر الموجودات بما وهبه الله من عقل وإرادة استحق بهما أن يكون مكلفاً بخلافة الله في الارض ، وفي ميدان الصراع بين الانسان والشيطان يجد الأدب الإسلامي آفاقاً واسعة وجوانب رائعة وحقولاً خصبة للابداع الفني الاصيل ؛ فيصوّرالانسان في لحظة القوة ولحظة الضعف ، ولكن يهتف له دائماً من جانب الصعود ؛ فجانب الهبوط موجود من نفسه لايحتاج إلى هتاف ، ولحظة الضعف لاتحتاج إلى تسجيل. ولذلك يحرص الادب الإسلامي على كشف وإظهار مكامن القوة في شخصية الانسان متمثلة في تصويره متوازناً بانطلاق كل طاقة من طاقاته في حدودها الخاصة ، وتوازن قواه المتفاعلة في كيانه ، وأهم مظاهر التوازن التي يعتمدها الأدب الإسلامي في تصويرنماذجه البشرية ،التوازن بين الارادة الالهية المطلقة والارادة الانسانية المحدودة مما له أثر كبير في شعور الانسان بكرامته وثقته بنفسه وتصميمه على صنع مستقبله ولكن في اطار الاستمداد من الارادة المطلقة والشعور بأن كل هذه القوى منه تعالى . واذاما اختلّ هذا التوازن – نتيجة جهل بالاسلام – عاد محطماً لسلوك الانسان اذ يجره إما إلى الهزيمة والذوبان الذاتي والتحلل من المسؤولية أو إلى التجبر والتكبر والعلو على واقعه والانفصال عن جذوره الاصلية. ومما يؤسف له أن هذا التصور المتوازن للعلاقة بين ارادة الله وإرادة الانسان ، شهد اضطراباً وتزعزعاً في مسيرة الفكر الفلسفي والعقائدي على مدى قرون عديدة من تاريخ الحضارة الاسلامية ، حيث ظهرت أفكار وآراء متطرفة في هذا الميدان الذي اتسع لنقاش وجدل طويل حول مسألة القضاء والقدر الالهي وحرية الانسان ، وأبرز المذاهب المتطرفة في هذا المجال ما سمي بمذهب الجبر الذي مثله الاشاعرة ، وما سمي بمذهب التفويض الذي مثله المعتزلة . ولما كان الاديب الإسلامي مطالباً باستقاء تصوراته الإسلامية من منابعها الاصيلة ليصدق وصف إنتاجه بأنه أدب اسلامي حقاً ، فلابد له من التمييز بين المذاهب الكلامية لاستبعاد الآراء المتطرفة التي تصادم في عمقها ثوابت العقيدة الحقة في جهة من جهاتها . لأن اعتماد الأديب على تلك الآراء أو تبنّيه لها يُحدث خللاً في تصوراته عن الانسان وعلاقته بالله والكون والمجتمع مما يؤدي به إلى تصوير نماذج بشرية غير متوازنة فلا يصدق عليها وصف الشخصية الاسلامية التي يسعى الأديب الإسلامي إلى تحقيقها في انتاجه الادبي . ومن هذا المبدأ المعرفي , وجبت الاشارة إلى المذهب الحق في مسألة القضاء والقدر الالهي وعلاقته بحرية الانسان لأنها من المسائل المهمة جداً في بناء التصور المتوازن لنموذج الشخصية الانسانية في الأدب الإسلامي . وقد تمثل ذلك المذهب الحق بمبدأ (الأمر بين الأمرين) الذي كشف عنه أئمة أهل البيت عليهم السلام ونسبوه إلى القرآن وعُرفوا بأنهم روّاد هذا المذهب القرآني الذي يقع وسطاً بين المذهبين المتطرفين (الجبر والتفويض) , فيقرر أن فعل الانسان الاختياري وسط بين الجبر والتفويض . وهذا المبدأ القرآني يعد أساساً محكماً في صياغة صورة البطل في الادب الاسلامي بمقابل صورته في الآداب الاوربية المعاصرة التي تناهبتها الفلسفات والافكارالمتصارعة على مدى القرون الأربعة الاخيرة ، فتمزقت بين المدارس المختلفة في الفكر والفن وتوزعت بين التيارات المتنازعة حتى أصبح لشخصية ( البطل) سمات وملامح تعبر بقوة عن هذه التيارات الصاخبة التي كانت وما زالت غير قادرة على الرسوخ والصمود ، وبدا البطل بصفة عامة - كإنسان العصر- غريباً ، ساخطاً رافضاً متمرداً لايعرف الطمأنينة والاستقرار ولاينعم بالسعادة او الحب الحقيقي ، إنه يعاني الأرق والاكتئاب والوحدة والعجز ، وإن خواءه الروحي وامكاناته المحدودة وخضوعه لسيطرة الآلة ودورانه في ساقية المطالب المعيشية الآنية ، قد أفرغت كيانه من مكونات القوة والارادة القادرة على صنع التغيير ، ذلك هو البطل المعاصرفي الآداب الأوربية ، بل وفي آداب الشرق التي تقلد وتعيش عالة على التراث العلمي والتكنولوجي والفكري للغرب. ومن هنا تأتي الحاجة الملحة لتغيير هذه الصورة اليائسة الكالحة للبطل ، التي شكلها التصور الجاهلي الناقص والمنحرف للانسان وعلاقته بالله سبحانه وتعالى وأملتها المعرفة السطحية لحدود الحرية الانسانية في نظام القضاء والقدر الالهي وقاد إليها الجهل بمبدأ(الأمر بين الأمرين) الذي يعد ركيزة أساسية في بناء التصور المتوازن لعلاقة الانسان بخالقه وعلاقته بالكون والمجتمع كذلك ، وهو تصور تتكامل فيه الرؤية لنظام القضاء والقدر الالهي ودور الانسان في هذا النظام . وبناء على ماتقدم فان صورة البطل في الادب الإسلامي لا تكتسب صفتها الاسلامية التامة إلاّ في سياقها الاجتماعي ودورها الفاعل في تطوير المجتمع وتمردها على مظاهر الشرّ والظلم فيه وسعيها الحثيث في نشر القيم الاسلامية في جميع انحائه ومفاصله ، وعندها يصبح هذا البطل تجسيداً حياً لفكرة الاديب الإسلامي بقدر ما يمتلك هذا الأديب من تصور شامل ودقيق لطبيعة الانسان في عناصره الاساسية ومكوناته الفطرية وما يطرأ عليها بمسيره في سبل الخير او الشر وطبيعة علاقاته بالله والكون والمجتمع . ER -