TY - JOUR ID - TI - Studies in Contemporary Islamic Thought دراسات في الفكر الإسلامي المعاصر كتاب اقتصادنا أنموذجا AU - الاستاذ المساعد الدكتور أحمد ناجي الغريري PY - 2008 VL - IS - 3 SP - 82 EP - 114 JO - The islamic college university journal مجلة الكلية الاسلامية الجامعة SN - 19976208 26644355 AB -

يعد كتاب " اقتصادنا " , معلماً واضحاً من معالم تطور الفكر الإسلامي في تاريخه المعاصر ، استناداً لما تضمنه من طروحات ، ناهزت في مضامينها ومحتواها ، الطروحات الفكرية التي تباهى بها الغرب ، على أساس أنها القاعدة التي يجب أن تنطلق منها الشعوب لتطوير إمكاناتها ، ولتحظى بمستوى حضاري معين . ووجدنا إن الإفصاح عن المؤثرات الفكرية وعوامل تفعيل الفكر ، تكمن في كثير من الأحيان فيما أفرغه المفكرون في مؤلفاتهم ، بغية ترجمته إلى ارض الواقع متى ما تهيأت الظروف لذلك . فليس غريباً القول بأهمية كتاب "اقتصادنا " , على انه الكتاب الوحيد الأوسع والاشمل الذي تصدى لدراسة الاقتصاد في العالم الإسلامي . ليعد مصدراً مهماً تعول عليه المؤسسات العلمية في العالم العربي والإسلامي . وفي هذا السياق من أهميته ، ظهرت ترجمات كاملة ومجتزأة لهذا الكتاب في عدد من اللغات , بما فيها اثنتان في الفارسية , درُسّت أحداهما في الحوزات العلمية الإيرانية قبل الثورة سنة 1979 ( ). فضلاً عن صدور ترجمات في التركية والألمانية والإنكليزية . وتمثل الترجمة الألمانية للجزء "الإسلامي" من إعداد "اندرياس ريك" Andréa's Reek, الجهد الأفضل والأكثر تفصيلاً عن هذا الكتاب , في حين أن الترجمة الإنكليزية للجزء الأكبر منه , والمنشورة في طهران سنة 1982 , ضعيفة ولا يعتمد عليها ( ) . ونشرت ترجمة إنكليزية أخرى لبعض فصول الكتاب مسلسلة في الدورية الشيعية " الصراط( ) . أما في العالم العربي , فقد نشر ملخص للكتاب في بيروت , في أربعة كتيّبات( ). على أن هذا الملخص لا يضيف شيئاً جديداً يذكر , إلا أن الجهد الذي بذل في هذا الصدد , دليل على مكانة الكتاب في الدوائر الإسلامية . وقد أضاف استخدام هذا الكتاب في عدد من جامعات المغرب العربي , بعداً وأهمية أخرى , بوصف مؤلف الكتاب من المذهب الشيعي , وقد اعتمدته مؤسسات علمية سنية . وفي سياق بيان أهمية مؤلف هذا الكتاب , كتب عميد كلية دار العلوم في جامعة القاهرة آنذاك " علي النجدي , تمهيداً لكتاب السيد الصدر " الفتاوى الواضحة " . والى ذلك ، أبرزت الصحف القاهرية الرئيسية ,إعدام السيد الصدر سنة 1980 ( ). وعلى الرغم مما يعترض مسألة تقييم فكر الصدر من صعوبات ,إلا أن تدريس آرائه في جامعات عربية كان مألوفاً حتى ما قبل الثورة الإيرانية , كما توحي الإشارات المتكررة إليها في أي كتابات فارسية أو عربية عن الاقتصاد الإسلامي , بأن سمعة الباحث العراقي راسخة في هذا المجال . ومع ذلك , فأن عدداً من الكّتاب , وجّه انتقاده لكتاب اقتصادنا , إذ ابرز هؤلاء المنحى الشيعي في تضامينه , كما هو الحال فيما كتبه يوسف كمال وأبو المجد حرك , في كتابيهما " الاقتصاد الإسلامي بين فقه الشيعة وفقه السنة : دراسة نقدية في كتاب اقتصادنا " ونشر في القاهرة سنة 1987/ 1408 . وأمام كل ما قيل من انتقاد , وهو بالتأكيد رأي يعبر عن وجهة نظر صاحبه , فأن كتاب " اقتصادنا " يعد فريد من نوعه , بغياب أي نعرة طائفية شيعية ظاهرة عن تحليله ومصادره . وإذا كانت الكتابات الدستورية للصدر وعملية تطبيقها على مؤسسات الدولة الإيرانية بعد الثورة , متأثرة جداً إلى حد بعيد بتراث شيعي صرف , كما هو الحال في الجزء الأول من الكتاب , فأن قراءة " اقتصادنا " توحي بأن الأسس العلمية المعتمدة للأبحاث في مسائل الاقتصاد تجاوزت الأعراف الشيعية , إذ استعان السيد الصدر , من دون تحفظ بمراجع شيعية وسنية على السواء , ومن الصعب إيجاد أي إشارة تنم خصيصاً عن انحيازات طائفية , حتى ولو أن الإشارات إلى الفقهاء الشيعة هي الأكثر والأبرز أجمالا في الكتاب , لكن الشافعي ( مؤسس المذهب الشافعي ) ومالك ( مؤسس المذهب المالكي )وسرخسي ( من المذهب الحنفي ) وابن حزم (من المذهب الظاهري ) وغير ذلك ، كلها مصادر معتمدة في الكتاب . والى جانب ذلك , فانه كان شديد الحذر من الانزلاق في مسألة الطائفية من خلال التزامه بعدم إبراز رأي تفضله المصادر الشيعة في مسألة الاقتصاد على رأي آخر للطائفة السنية , بقدر الاستشهاد بها ولا شيء غير ذلك . ER -