TY - JOUR ID - TI - إعجاز القرآن التأثيري AU - احمد الأبالق PY - 2012 VL - 8 IS - 31 SP - 133 EP - 152 JO - Surra Man Ra'a سر من رأى SN - 18131735 AB -

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له.وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أرسله مبشراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين من ربه صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ومن سار على دربه إلى يوم الدين.وبعد:فإن من نعم الله سبحانه وتعالى على الخلق أن بعث فيهم مرسلين يبلغونهم الحق ويهدونهم إلى سبل الرشاد؛ ذلك لأن العقل وحده لا يكفي ولا يغني عن الهداية الربانية فإن طبيعة الناس حرصهم على ما ألفوه وتقليدهم لآباءهم وأجدادهم فيما عرفوه منهم وقد قال تعالى عنهم:ﭽﭑﭒﭓﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭼ الزخرف: ٢٣. فالطبيعة البشرية منعتهم من الاستجابة للرسل عليهم السلام ودعتهم إلى تكذيبهم، ولكن الرحمة الإلهية اقتضت تأييد الرسل عليهم السلام بالمعجزات لتكون دليلاً واضحا على صدق دعواهم وصحة تبليغهم حتى لا يبقى في النفس شك أو وهم، فكانت معجزات الأنبياء والرسل مادية حسية فمعجزة موسى عليه السلام العصا واليد لتوافق عصره حيث كان السحر طاغيا على العقول، وجاءت معجزة عيسى عليه السلام من إحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص بإذن الله تعالى معجزةً حسية أيضا وهكذا فما من نبي إلا وأجرى الله على يديه معجزة تدل على صدق نبوته.وقد ارتضى الله سبحانه لهذه الأمة أن تكون فيها خاتمة الرسالات السماوية وهذا من فضله سبحانه وتعالى على هذه الأمة فأرسل محمداً صلى الله عليه وسلم للعالمين إلى يوم الدين وقد جعل الله عز وجل معجزته مخالفة لمعجزات الأنبياء جميعاً، ذلك أن معجزات الأنبياء حسية مادية يراها الناس أمامهم، أما معجزة محمد صلى الله عليه وسلم فجاءت عقلية معنوية لتلائم كل زمان ومكان فإن الآيات الحسية تنقضي ولا تبقى بعد وفاة الأنبياء ولأن رسالة الإسلام ليست خاصة بالعرب وحدهم بل للناس جميعاً.لقد جمعت معجزة القرآن الإعجاز العلمي والتشريعي والنفسي والروحي والتأثيري إلى جانب الإعجاز البياني، وقد حفظ الله تعالى هذه المعجزة وهذا الحفظ له معجزة أخرى فقد قال القاضي عياض رحمه الله تعالى في ذلك: [ومن وجوه إعجازه – أي القرآن – كونه آية باقية ما بقيت الدنيا مع ما تكفل الله بحفظه بينما المعجزات الأخرى لم يبق إلا خبرها].( ) ER -