TY - JOUR ID - TI - Syrian Social Nationalist Party الحـزب القـومي السـوري AU - أ.م.د. عماد هادي عبد علي AU - د. وسيم عبود عطية PY - 2012 VL - IS - 19 SP - 207 EP - 242 JO - The islamic college university journal مجلة الكلية الاسلامية الجامعة SN - 19976208 26644355 AB -

جاءت بوادر النهضة العربية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين نتيجة تحدي الهوية والمصير الذي واجهه الشعب العربي في المشرق العربي ممثلاً بالحكم العثماني، وفي المغرب العربي على أيدي الاستعمار الغربي، فقد تجاوزت السيطرة الأجنبية حدود التسلط والاضطهاد والاستقلال والافقار الى حدود طمس الشخصية القومية وسلب الهوية التاريخية ومقاومة عوامل اليقظة وقتل الروح الشابة المنبعثة من الأمة كرد فعل طبيعي على هذا التحدي.خضع المجتمع العربي لمؤثرات تقليدية منها سلطة الرابطة الدينية أو العنصر الذي يتمثل في اختلاف اللغة أو الأصل مثل الأتراك في الاسكندرونة والأكراد في العراق وسوريا، وتتداخل العوامل الجغرافية أحياناً مع الطائفية، وقد ركز الاستعمار البريطاني والفرنسي على هذه الاختلافات والانقسامات وبنوا سياستهم على أساس الاستفادة من هذه الانقسامات، وكلما كانت الروح الطائفية والقطرية قوية تمادوا في تأكيد التقسيم.كان الحزب القومي السوري الاجتماعي أحد هذه الأحزاب التي نشأت نتيجة التأثر بالحركات العالمية كالفاشية والنازية في السنوات التي سبقت الحرب العالمية الثانية، وكان من أفكارها تقديس الزعامة، والاعتماد على الميليشيات، وسيطرة أجواء الطاعة والتنظيم المركزي الشديد شبه العسكري، واسباغ نوع من المسحة اللاهوتية الايديولوجية، وتكريس أولوية الفرد والعصبة على الجماهير، ومحاربة الفكر الاشتراكي ونبذ فكرة الصراع الطبقي، وخلق بيئات فكرية متعصبة ومتخلفة في الوطن العربي.فالظاهرة الاقليمية فرعونية كانت أو فينيقية أو آشورية أو العقيدة السورية الكبرى تبقى في الأساس والجوهر نزعة ايديولوجية عند بعض المتأثرين بالفكر الغربي، أكثر مما هي موجودة في الواقع، وإن فتشت لنفسها عن مرتكزات مادية في بعض الخصائص النفسية والجغرافية لتطور شعوب الأمة العربية بحسب أقاليمها.والظاهرة الاقليمية تختلف عن الظاهرة القطرية، فالقطرية قوة مادية قبل أن تكون ايديولوجية، ونقطة ارتكازها الأساسية هي الدولة القطرية سواء تطابقت هذه الدولة مع اقليم معين أم لم تتطابق، وهذا ما حدده البحث مساراً لرصد الظاهرة الاقليمية وتحليلها بمختلف تجلياتها لاسيما في سوريا ولبنان أو ما عرف باقليم سوريا الكبرى.والتزم البحث في رصد بعض جوانب المسار الاقليمي للتطور العربي وبعض مظاهر ما أطلق عليه الكيان الاقليمي، فضلاً عن البحث عن الجذور العميقة والذاتية لمنشأ النظرية الاقليمية، لذا كان لابد من وقفة عند خصوصية التفارق الزمني لمسار التاريخ العربي، وبديهي ان البحث لا يدعي الشمول والاستيعاب بل يسوق ما يسوقه من أمثلة على سبيل التمثيل لا الحصر.أما الخاتمة على اقتضا بها ومصادراتها للعديد من البراهين فهي لا تبغي إلا التركيز على أن يبقى الأمل وحدوياً في ظل البؤس الاقليمي والقطري. ER -