TY - JOUR ID - TI - Consultants and advisory boards of the Arabs before Islam الإستشاريون والمجالس الاستشارية عند العرب قبل الإسلام AU - م.د. حميد مصطفى ناجي الياسري PY - 2012 VL - IS - 19 SP - 381 EP - 408 JO - The islamic college university journal مجلة الكلية الاسلامية الجامعة SN - 19976208 26644355 AB -

يرتبط النظام الإداري والسياسي لأية مملكة أو دولة من ممالك ودول العرب قبل الإسلام(1)، بنظام الحكم وطبيعته، ومن المسلّم به أن أنظمة الحكم عموماً تمتاز بكونها مملكة وراثية جمعت بين السلطتين السياسية والدينية. وعلى الرغم من أن الحاكم يجمع بين هاتين السلطتين، إلاّ أن ذلك لم يمنع من أن يكون نظام الحكم أقل مركزية أو بعبارة أخرى (اللامركزية) على النحو الغالب، ولم يمارس الحاكم أو الملك التعسف أو نظام الحكم الاستبدادي (Aggressive Regime domination) على نحو مستمر بل كان ذلك متذبذباً بحسب الوضع السياسي.ولدى تنبهنا لأنظمة العالم القديم، ولاسيما بلاد وادي الرافدين، نجد أن أنظمة الحكم الاستشارية واضحة في بلاد سومر، إذ طبقت بعض المدن النظام (الديمقراطي) الذي تركزت السلطة الحقيقية فيه في مجلس المواطنين العام (دائرة الشعب) الذي يتألف من مجلسين يضم الأول المسنين والمتنفذين من كبار الأسر والعشائر، ويضم الثاني الشباب القادرين على حمل السلاح، وللمواطنين حق النقاش فيه، ويظهر من (اسطورة) صعود (اوركاجينا)(2)، الى عرش (لكش)(3) نتيجة خلع دائرة الشعب للملك وانتخابهم له. كما يظهر من اسطورة انذار (أكا) (ملك كيش) لكلكامش (ملك اوروك)، بان سلطات الملك كانت محدودة، فلما تسلم (كلكامش) انذار(أكا) عرضه على مدينته ولم يرفضه، إلا بعد موافقة (مجلس الشباب) القادرين على حمل السلاح على الرغم من معارضة مجلس المسنين(4).ويظهر من هذا أن (مجلس الشيوخ) كانت له اليد الطولى في التحكم في تسيير الأمور المهمة في البلاد، وأنهم كانوا يستشيرون (ندوات الرجال)(5)، وهذا ما أكده وأشار إليه (هنري فرانكفورت) بقوله: ((إن أقدم هذه المؤسسات التي عرفت آثارها للآن كانت تميز بروح المساواة، إذ يظهر ان السلطة السياسية كانت في الأصل بأيدي المواطنين، وكانت السيادة في مدينة الإله تنحصر في مجلس يضم جميع الذكور الأحرار، بإرشاد جماعة من الكبار وكان يضمهم مجلس خاص بهم، ويبدو أن سيادة الدولة سواء كانت مستقلة أم خاضعة.. لم يكن بالإمكان أن توجد بعيداً عن مجلسها ولاسيما المجلس العام الذي يتألف من مواطنيها)) (6).إن وصف أنظمة الحكم الإدارية القديمة كونها نماذج للديمقراطية القديمة، لا يعني انها وصلت الى الحد الذي يتيح لمجالسها الإدارية ممارسة كل ما بوسعها، إذ نرى تضاؤل دور المجلسين المذكورين آنفاً بسبب ظهور سلطة الملك كسلطة مستقلة عن المجتمع، فأصبحت سلطة الملك بهذه الخصائص تبدو كبديل لسلطة هذين المجلسين(7). ER -