TY - JOUR ID - TI - مرحلة التعليم الابتدائي في العراق: الواقع والاتجاهات (دراسة تحليلية) AU - ا.م.د سعدون سلمان نجم PY - 2013 VL - 6 IS - 1 SP - 50 EP - 70 JO - Al-Bahith Journal مجلة الباحث SN - 22223002 2790220X AB -

خلاصة البحثتعتبر مرحلة التعليم الابتدائي في العراق من أهم المراحل الدراسية في تربية الفرد وإعداده للحياة،لكي يعيش حاضره ومستقبله بنجاح،وتكسبه الحد الأدنى الضروري من المعلومات والمفاهيم والاتجاهات التي تجعله مواطنا صالحا في مجتمعه. لذلك أكدت أهداف الدراسة على: التعرف على أهم الملامح التي تميز واقع مرحلة التعليم الابتدائي في العراق و الكشف على أهم التوجهات الحالية لوزارة التربية في ظل الواقع الحالي.وقد شملت الدراسة ايضا استقراء للواقع الحالي لمرحلة التعليم الابتدائي بصورة تحليليةمستهلا ذلك بأخذ نبذة تاريخية بسيطة عن نشأة التعليم الابتدائي في العراق، ومن ثم استعراضالأهم الاتجاهات التربوية لمرحلة التعليم الابتدائي العراقي من حيث الفلسفة والأهداف ،المناهج المستخدمة وطرق التدريس،طرائق إعداد المعلم وتدريبه،الإدارة والتمويل لهذه المرحلة وأساليب التقويم والامتحانات فيها. واستكمالا لخطوات الدراسة تناولنا بعض الاستنتاجات للواقع الحالي فيما يخص الفلسفة والأهداف كنموذج إذ تبين أن الأهداف التي تقوم عليها مرحلة التعليم الابتدائي في العراق اليوم لا تتناقض ولا تختلف عن الأهداف المستقبلية لتطوير هذه المرحلة، ولكنها تحتاج إلى إبراز أهداف أخرى مثل تعزيز روح العمل الجماعي وإدراك معنى الديمقراطية والتعايش السلمي بين الطوائف المؤلفة لهذا البلد والتأكيد على حقوق الإنسان والتعرف على ثقافات الشعوب الأخرى. المقدمةيمكن القول بأن أهمية المدرسة الابتدائية تتأتى من كونها المرحلة الأساس التي تبنى عليها المراحل التعليمية اللاحقة، فهي تعتبر بمثابة القاعدة الجماهيرية التي تمد المواطنين بالحد الأدنى من التعليم، فهي تمثل مرحلة الشمول والإلزام، وينتظم في صفوفها جميع أطفال المجتمع العراقي دونما استثناء(1). فقد واجه المجتمع العراقي العديد من الظروف غير الطبيعية وخصوصاً في العقود الأربعة الماضية من القرن الماضي، وكانت لها تأثيرات سلبية كبيرة وكثيرة، ومن هنا يواجه هذا المجتمع العديد من التحديات التي تعيقه في ظل التقدم العلمي والتكنولوجي الذي يشهده العالم، ويأتي في مقدمة هذه التحديات هي تحديات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والأخذ بأساليب المجتمع العصري المتقدم، وهو الأمر الذي يجب على المجتمع العراقي أن يسعى لتجديده لتحقيق الحياة الكريمة لأفراده، وتحقيق طموحاته وأمانيهم بالمستقبل الزاهر(2). والآن ونحن في بداية القرن الحادي والعشرين تبدو الحاجة ملحة في العراق لتطوير مرحلة التعليم الابتدائي بنظرة علمية واعية تقوم على معالجة مشكلاتها الراهنة بأساليب غير تقليدية. فهناك حقيقة مفادها أن التعليم الابتدائي في العراق يعاني من أزمة خطيرة بسبب ما يواجهه من مشكلات ضخمة ذات جوانب متعددة ومتداخلة فيما بينها. وما هي إلا انعكاس طبيعي ونتاج حتمي لإفرازات التغيير السريع الذي حدث نتيجة للعوامل والمتغيرات والظروف التي مر بها العراق سواء كانت سياسية أو اجتماعية محليه أو عالمية، كل هذا أدى إلى أن يكون طريق الإصلاح والتطوير أمام العراق طويلاً وشاقاً ومليئاً بالتحديات التي تتطلب جهوداً كبيرة للنهوض بجميع القطاعات الحيوية ومنها قطاع التعليم. ويستعرض البحث الحالي واقع التعليم الابتدائي في العراق مستهلا ذلك بنبذة تاريخية عن التطور التاريخي للتعليم الابتدائي ونشأته،ثم يعرج على فلسفة وأهداف التعليم الابتدائي والمناهج المستخدمة وطرائق التدريس وإعداد المعلم وتدريبه والإدارة والتمويل وأساليب التقويم والامتحانات..الخ.مشكلة البحث:تعتبر مرحلة التعليم الابتدائي من أهم المراحل في تربية الفرد وإعداده للحياة، لكي يعيش حاضره ومستقبله بنجاح. كما أنها تهدف إلى إكساب الفرد الحد الأدنى الضروري من المعلومات والمفاهيم والاتجاهات التي تجعله مواطناً صالحاً في مجتمعه. لذا أن أهمية مرحلة التعليم الابتدائي تتضاعف خاصة مع أوائل القرن الحادي والعشرين، وظهور التقدم العلمي الكبير والتكنولوجيا الحديثة المتطورة، وحدوث التغيرات السريعة في جميع مجالات الحياة.والمتتبع لواقع مرحلة التعليم الابتدائي في العراق يجد أنه شهد تدهوراً كبيراً في أوضاعه بسبب الحروب التي قام بها النظام السابق ، فقد أورث مشكلات كبيرة لا زالت تعانيها البلاد حتى وقتنا الحاضر، الأمر الذي دفع قطاع التعليم لدائرة الإهمال. وقد تفاقمت الأوضاع سوءاً بعد الغزو الأجنبي للعراق عام 2003، فحدثت العديد من أعمال العنف وتعطيل المؤسسات بعد انهيار النظام السياسي السابق(3)، وإمام هذا الواقع برزت مشكلة بحثنا الحالي في التعرف على أهم ملامح واقع التعليم الابتدائي في العراق، واهم التوجهات الحالية للتعليم في هذه المرحلة المهمة.أهمية البحث:إزاء التطورات الكبيرة التي حدثت كان هناك تحد كبير يواجه وزارة التربية في العراق في إعادة بناء النظام التعليمي على أسس جديدة والعودة به إلى الظروف الطبيعية في مرحلة ما بعد الحرب، وإعادة البناء لقطاع التعليم بأكمله، وسد الفجوة القائمة في هذا القطاع في جميع المحافظات، من حيث البنية التحتية وتوفير المعلمين المؤهلين وتغيير بعض المناهج الدراسية لمواكبة التطورات العلمية والتكنولوجية في العالم،وإمام هذا التحدي كان لا بد من إبراز الواقع الحالي للتعليم الابتدائي واهم التوجهات الحالية لمعرفة الايجابيات والسلبيات التي تواجه هذه المرحلة المهمة. من هنا جاءت أهمية بحثنا الحالي. ER -