التقليد والمحاكاة في المنجزات الخطية - الزخرفية

Abstract

يعد الموروث الجمالي جزء من المرجعيات الفنية والفكرية للفنان المسلم حيث أراد من خلال هذا الأتجاه بناء منجز فني يقوم على الالتزام والمثالية، بأعتبار الفن الاسلامي فن يؤمن بالتوحيد ويشهد على الألوهية، فهو يسعى الى تجاوز الواقع الشكلي حيث يتسم بالتجريد من القيم المادية بالطبيعة عبر تحول تلك القيم الى أشكال مسطحة ومجردة من أي دلالة في العالم المنظور لتعود الى نزعة صوفية تزهد بكل ما هو عاطفي أو حسي أو عرضي، وهذا بدوره يعد تغييراً نوعياً في الأسلوب والمحتوى الفكري كونه فناً يتميز بالاستقلالية من كل الضغوطات الاجتماعية وغير الاجتماعية التي كانت تؤثر على الفنون في العصور القديمة. ومن هنا نجد تغيب الذات في الفن الاسلامي وأضمحلالها أمام عظمة الخالق، ولا تظهر الا في سمات ذلك الفن الجمعي، والمتمثل بالعمل الفني فبقدر طواعيته للنظام الآلهي ينعكس بديع صنع الله، من خلال تجاوز لحظات الاستغراق والتأمل الى الجلال والتقديس والعبادة. لذأ فالتقليد والمحاكاة مفهومان متناقضان، إلا أَنهما قد يقتربان في المفهوم الذي نبغي الوصول اليه، وهو فلسفتهما ضمن أطار المنجزات الخطية - الزخرفية، حيث أن تقليد الفن أومحاكاته لما هو حسي ومتغير يأتى نتيجة أستبصار لتقويم النتاجات وما يلحق بها من تطورات واكبت روح العصر، كما أن التفكير الذي أدى الى هذا الانتاج كانت له مظاهر جديدة، ومن خلال التجاذب والتماس بينهما تكون الانتاج المثالي أو ما يوصف بالابداع الفني، حيث جاء ذلك نتيجة أستعداد الفنان لتوليد أفكار أو نواتج سايكولوجية غير معروفة مسبقاً، عبر تحويل الافكار القديمة الى صيغ جديدة لاتخرج عن مبدأ العقيدة الاسلامية. وبناءاً على ما تقدم يمكن للباحث أن يصيغ مشكلة بحثة بالتساؤل الآتي :-