المنحى الاجتماعي للمثال النحوي في كتب التراث - مقارنة لسانية اجتماعية -

Abstract

الجامعة العراقية / كلية الآدابتقديمإن أحرى ما يُجعل صدراً لكل كلمة، الحمد لله على نعمه، والشكر على مننه، وأهنأ صلواته وأدومها على أمين وحيه، وناصح أمته، محمد، وعلى المضطلعين بما حُمّل آله وصحابته.. أما بعدفإن اللغة قد أُزلفت للفكر البشري بأنها نظام عام يشترك الأفراد في اتباعه، وهي ليست من الأمور التي يصنعها فرد معين أو أفراد معينون، وإنما تخلد إلى طبيعة الاجتماع، وتنبعث عن الحياة الجمعية، وما تقضيه هذه الحياة من تعبير عن الخواطر، وتبادل الأفكار، وكل فرد يكتنفه نظام لغوي يتلقاه من مجتمعه بالتعلم والمحاكاة، ويصب أصواته في قوالبه، ويحتذيه في تفاهمه وتعبيره.والذي يجوس في طيات المتقدم يعرف حق اليقين أن اللغة خاضعة لمقاييس المجتمع وعاداته وتقاليده وثقافاته، وهي سبيل متأصل لكشف عادات المجتمع ومستواه الحضاري؛ ولهذا يعتريها التبدل والتغيير في أنماطها وأنساقها أكثر مما يعتري الظواهر الاجتماعية الأخر.وتـأسيساً على تكلم العوارف المنتظمة للغة، والفواضل المتابعة لها تحققت قناعة بإيلاء الدرس اللغوي من الوجهة الاجتماعية، لاستأنف النظر في جوانب لغوية أودعها مِراس الكلام في الجمهور، وغدت وسيلة توفر للإنسان التخاطب والتواصل؛ وصولاً للاجتماع البشري. وتحريت لهذا المسعى استرفاد أنماط لغوية ضمت المثال النحوي التراثي ومقاربته باللسانيات الاجتماعية، لتترسم أبعاد نحوية كان المنحى الاجتماعي حاضراً في توجيه التقعيد، بين دفتي دقة المعيار ومواضعة النظام الاجتماعي.والحق أن قناعة إيلاء هذه المقاربة قد انتظم عقدها بما ألفناه من الآثار والأخبار النقلية والعقلية التي أتت على فضل الأوائل في توظيف المثال وتحليل الخطاب بأمور