حركة التحديث في المجال الاجتماعي وقطاع المواصلات والعمران

Abstract

لم تعرف المملكة قبل ادخال الوسائل الحديثة في الطب العناية الصحية بأمور الناس ولم يكن فيها اطباء ومستشفيات تكون مرجع المرضى وذوي العاهات، وجل ما هناك من طرق العلاج الطبي الايحاء النفسي واعتماد النجديين على الاعشاب في معالجة المرضى، وطرق التضميد الجراحي التي هي على غاية من الخطورة، وكثيرا ما ادت الى وفاة المصاب او تعطيل عضو من اعضائه، ولم يكن في الحجاز عناية صحية يمكن الاطمئنان إليها، اذ كان الحجاج الوافدين على بيت الله الحرام وزيارة قبر خير الانام يواجهون اشد الصعاب في حالة المرض، فيموت منهم كل عام مئات الناس، بسبب لفحة الشمس والأوباء الفتاكة واستعمال المياه القذرة( ). وتأسيسا على ذلك، ونظرا لعدم وجود وعي او معرفة لدى السكان بمخاطر الامراض على صحتهم وتهديدها لحياتهم، وحالة العيش الصعبة التي كانوا يعانون منها، بسبب البيئة الصحراوية، وقلة الانتاج الزراعي والمياه، وحياة البداوة القاسية، فقد ادى ذلك الى انتشار امراض الملاريا، الكوليرا، التايفوئيد، الطاعون، الحمى الصفراء، بين السكان، فكان عاملا في موت بعضهم لعدم توفر العلاج الطبي الذي يشفيهم من تلك الامراض( ). ولمواجهة تلك المخاطر المحدقة بالسكان، ادخل ابن سعود النظم الصحية والانتفاع من الطب الحديث ومبتكراته، بعد ان كان مجهولا وغير معروف في امارة نجد والاحساء، وفي عام 1923 كانت الخطوة الاولى في هذا المضمار ، حيث عين ابن سعود طبيبا خاصا له ولحاشيته، وبعد ان تم له فتح الحجاز عام 1924 نظم الادارة الطبية هناك، وجعل لها شعبا في سائر انحاء المملكة في نجد والاحساء وعسير، وأسس مستوصفات في الرياض