السيميائية في الخطاب السياسي

Abstract

تزايدت اهمية الرموز مع تزايد تعقيدات الحياة وتنوع فروعها وتداخلها الى حد يكاد يحول حياتنا الى عالم من العلامات، وان هذا التفاقم العلاماتي ترك اثره واضحاً على المشهد الخطابي فحوله من بناء لغوي الى مزيج من الرموز والايقونات التي لاتقل اهمية عن الجوانب اللسانية، اوهي متغيرات أظهرت حاجة ملحة لدراسة مدى توظيف الجوانب السيميائية في الخطاب السياسي العراقي من خلال اخضاع خطابات رئيس الوزراء نوري كامل المالكي خلال فترة محددة لها ابعاد معينة. وعليه سعى الباحث لمعرفة مكانة السيميائية في الخطاب وطبيعة توظيفها واستغلالها مجالاتها المتاحة والتزام محدداتها لضمان تحقق المؤول، وقد تم التوصل الى مجموعة نتائج واستنتاجات من اهمها:1-السيميائية لاتتحدد في تحليل المفردة كما في اللسانيات ولكن تتعمق في تراكيبها وتفكك سننها بغية الوقوف على قصدها وطبيعة الوجه المؤول. 2-ان السيميائية لاتعزل المضمون عن الشكل لما للشكل من اثر في عملية تحقق وصول الدال الى استحضار المدلول لدى المستقبل من خلال الغربلة الذهنية.3-اصدار الاحكام الاخلاقية والوطنية من خلال توظيف عامل التبادل(المؤشر index) في انتاج المواقف، كثنائيات الخير والشر والاصلاء والدخلاء.4-اضفاء الحميمية والسمة العامة، من خلال التفاعل مع الجمهور بالابتسامة والتحية والتلويح باليد واطلاق المفردات الشعبية لاشعار المتعرض بانتماء الخطيب اليه.5-استحضار المستقبل من خلال صياغات شبه صورية تنشط الخيال وتسهم في انتاج مؤول متطابق يجعل من التصورات واقعاً قابلاً للتصديق. 6-ظهور المنطلق الايديولوجي في الخطاب متجسداً بالنصوص القرآنية والرموز الاسلامية الموظفة بشكل يخدم القضية.7-تجسدت سيميائية الزمان في سياق الخطاب واضحة موظفة بصياغة تعزز الاستنتاج وتوجهه.8-بروز ملامح الجسد بما فيها من اشارات وايماءات وبدرجة متباينة من خطاب لاخر وحسب الظرف الزماني والمكاني والجمهور المستهدف.