تجربة التحديث في اليابان وامكانية الاستفادة منها في العراق

Abstract

المقدمة : تعد تجربة التحديث في اليابان من انجح التجارب العالمية في هذا المجال واكثرها رسوخا وتطورا من حيث قدرتها على اقتباس علوم الغرب وتقنياته المتطورة دون المرور بمرحلة التبعية والانقياد له ، اي نجحت في توطين التكنولوجيا الغربية وتطويرها بحيث تستطيع اختراق حواجز الاخرين في حين تبقى حواجزها الداخلية محمية وصعبة الاختراق . استطاعت اليابان الانفتاح على الغرب لكنها تمكنت في الوقت ذاته من المحافظة على تراثها وتقاليدها وقيمها الموروثة وسلوكياتها الاجتماعية المميزة التي تعد الركيزة الاساسية لضمان استمرارية نموذجها التنموي وتحصينه من سلبيات التحديث السريع الذي يفضي عادة الى التغريب . تميزت التجربة اليابانية في التحديث بنضجها لانها استوعبت ما يلائمها من علوم وطورتها لتنتج تجربة فريدة يحتذى بها في دول اخرى بل ان انموذجها كان الوحيد الذي اثبت كفاءة عالية في تحدي العالم الغربي في ساحاته الرأسمالية. نجحت اليابان خلال العقود الثلاثة التي اعقبت الحرب العالمية الثانية من تحويل بلدها من بلد شبه مدمر الى معجزة اقتصادية كبرى بفضل المساعدات الامريكية المباشرة وشبه المباشرة ، اذ نجحت في استيعاب التكنولوجيا الغربية وتطويرها متجاوزة الغرب في كثير من التقنيات مثل الانسان الآلي والبصريات والاجهزة الطبية والاعلامية . تقوم فرضية الدراسة على اساس انه على الرغم من ان تجربة التحديث في اليابان شملت الجوانب كافة الا ان الجانب الاقتصادي كان الاسرع نموا وتطورا والاكثر بروزا وصعودا من الجوانب الاخرى والتي اخذت تتأثر بنتائجه ومعطياته .