نحوُ الــشِّـعر

Abstract

اتسم الشعر العربي منذ أن دأب علماء اللغة على جمعها من أفواه أهلها، أن يكون له النصيب الأوفر من الاستدلال ، فهم قد ألزموا أنفسهم بالرجوع إلى ما أسموه (ديوان العرب) لتسجيل اللغة أولا، وتبيان قواعدها ثانيا ،وهم بذلك قد أثروا البحث اللغوي العربي ما كان فيما بعد ميدانا واسعا للاستدلال على براعة الجهد وعظيم العمل الذي قاموا به .
وهم في الوقت الذي كان لهم هذا النصيب الوافر بين علماء اللغة الذين سبقوهم في الأمم السالفة كالهند واليونان ، فإنهم قد استطاعوا أن يرصدوا ألفاظ اللغة المستعمل منها والمهجور والمهمل ، والسابق إلى هذا من علماء العرب عالم العربية الأول (الخليل بن أحمد الفراهيدي ت170هـ) في معجمه ( العين) الذي وضعه على غير مثال سابق فجاء على نهج فريد كان فيما بعد مدرسة معجمية رصينة .
ولم يقتصر الأمر على ذلك بل نهج علماء آخرون مناهج أخر في جمع المادة اللغوية كـ (أبي عمرو الشيباني ت 206 هـ ) في ( معجم الجيم ) ، و(ابن دريد ت 321 هـ ) في ( جمهرة اللغة) ، و ( البندنيجي ت 284 هـ) في ( التقفية في اللغة ) وغيرهم من علماء اللغة الأعلام الذين أثروا المكتبة اللغوية العربية .