إشكاليــة الهوية في المجتمعات العربيـة قراءة في مسـألة الانتماءات الفرعيـة

Abstract

الملخـــصكان موضوع الهوية الوطنية وما يزال يمثل احد المسائل المثيرة للجدل والسجال والنقاش الحاد فهو يثير جملة اشكالات سياسية بالدرجة الاولى واجتماعية واقتصادية وفكرية وثقافية بدرجة اقل في معظم الدول والمجتمعات العربية وغيرها من دول العالم النامية لاسيما تلك التي تعيش اوضاعاً مضطربة وتمتاز بالتنوع القومي والمذهبي والديني والعشائري، ونقول سياسية بالدرجة الاساس لان الظروف والمناخات السياسية وطبيعة النظام السياسي القائم تلعب دوراً كبيراً وفاعلاً الى جانب عوامل اخرى مكملة لها اما في بلورة وتعزيز الهوية الوطنية او اضعافها وتغييبها لصالح هويات فرعية– قومية او دينية او مذهبية او مناطقية.لذا ليس بمقدور الهويات الفرعية في مثل هذه المجتمعات بناء هوية وطنية، لان مجال عملها واهتمامها يدور في الحيز الاجتماعي (المجتمع) وليس الحيز السياسي (الدولة) اذا ماعلمنا ان من اهم صفات الدولة الحديثة انها وطنية تتجاوز الجزء لتشمل الكل وعليه فالثقافة الفرعية لاتستطيع بناء المواطنة لكونها ضيقة ومحصورة ضمن حيز فئتها الاجتماعية التي تمثلها وبالتالي تقيد خيارات الفرد لصالح قرار الجماعة الطبيعية فتقيم احزاباً فئوية او طائفية او عرقية تعمل بقوة انتمائها الفرعي وليس بقوة البرنامج السياسي الذي تقدمه للجمهور.