التحولات الاجتماعية والتعايش السلمي قبل وبعد مجيء الإسلام" دراسة تحليلية "في التاريخ الإسلامي

Abstract

عرف العرب قبل الإسلام أعراف كثيرة قام عليها مجتمعهم وكان ذلك في نـواحٍ شتى من النواحي التي عالجها الإسلام فيما بعـد مما جاء بـه مـن فقه وتشريعات، وقد أقر الرسـول (صلى الله عليه وسلم) كثيراً من هذه الاعراف والمبادئ التي كانـت قد تبلورت فصارت أعرافاً ينزلون على حكمهـا فما كان الإسلام ليغير كل ما كانت عليه الأمة العربية حتى ما كان صالحاُ لبناء مجتمع صالح للحياة الطيبة، والإسلام جاء في مجتمع له تقاليده وأعرافه وحياته وقوانينه الخاصة. إنَّ الباحث في الأحكام التي وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية وما استنبط الفقهاء والقضاة من فتاوٍ وقضايا وأحكام يجد صلة وثيقة بأحوال العرب قبل الإسلام وعلاقة قوية بحضارتهم، ولذلك كان لزاماً على المفسرين والمحدثين والفقهاء ومؤرخي الأديان والتشريع الإسلامي والحضارة العربية أن يُعنوا بدراسة عصر ما قبل الإسلام عناية كبيرة بجميع نواحيه، وأن يتفهموه تفهماً صحيحاً ليقفوا على ما كان فيه من تعقيدات وملابسات كانت سبباً مهماً في نـزول النصوص القرآنية المختلفة والآيات الناسخة لبعض الأحكام وعاملاً قويـاً في وجود السنة النبوية والمذاهب الفقهية المختلفة والتشريعات العديدة