الاستقراء الناقص في النحو العربي

Abstract

عرّف ابن السرّاج ت316هـ النحو بأنّه: "علم استخرجه المتقدّمون فيه من استقراء كلام العرب"( ). ولا شكّ أنّ المتقدّمين الذين أشار إليهم ابن السرّاج قد بذلوا جهودا مضنية في استقراء كلام العرب من شعر ونثر ومَثَلٍ، وأنّهم قد أبلوا بلاء حسنا في ضبط العربيّة وتثبيت قواعدها، وأنّ عملهم هذا قد حظي بإعجاب الدارسين المحدثين وتقديرهم. غير أنّ تلك الجهود قد شابها أحيانا شيء من نقص في الاستقراء، وفي هذا يقول الدكتور خليل بنيان الحسّون: "إنّ نحوَنا مازال بعيدا عن استيعاب كلّ ما تمثّل في القرآن الكريم من الأحكام والأساليب، البعد الذي يكون من عواقبه أنّ دارس هذا العلم لا يعرف الكثير من ذلك، وإنْ بلغ فيه أعلى مراتب الدراسة"( ). فإذا كان هذا حال النحويين مع القرآن مع ما له من أهميّة عظمى في حياة المسلمين، ومع عنايتهم الكبرى بعلومه، فكيف يكون حالهم مع الشعر ومع سائر كلام العرب، لا شكَّ أنّ الأمر نفسه ينطبق وبلا أدنى شكّ على موقف النحويين من الشعر، ويظهر من الشواهد التي نسوقها أنّ بعضَ النحويّين قد تسرّع في جملة من مسائل النحو وأنّهم لم يوفّقوا في أحكامهم. وسنورد هنا ما استطعنا أن نقف عليه من تلك المسائل: