Qasim Abid Saadoon المدرس المساعد قاسم عبد سعدون
Journal of Basra researches for Human Sciences مجلة ابحاث البصرة للعلوم الأنسانيةالملخص :لا يراودنا شك في إن طرح موضع اليهود، وتعايشهم داخل المجتمعات الإسلامية له ما يبرره، في وقت أن العالم اليوم يطرح فكرة حوار الحضارات مما يلقى على الباحثين مسؤولية الكشف عن الأسباب التي دفعت الشعوب إلى التعايش، وتوحيد أهدافهم، وفي هذا المنحى يطمح هذا البحث الوجيز إلى دراسة موضوع يُعد من المواضيع المهمة ، والتي تحتل موقعاً متميزاً في العطاء الحضاري، التي وجب التسليط عليها، والكشف عن التسامح الديني الكبير الذي يتصف به الدين الإسلامي في وقت تحاول فيه الكثير من الحركات المعادية للإسلام تشويهُ ، وإبرازه في صورة غير تلك الصورة التي صورها الله سبحانه وتعالى وأظهرها للبشرية أجمع، ولا سيما أن ديننا الإسلامي دين محبة، وتسامح، وتعايش وتقبل الآخر ، وما يحدث اليوم من أحداث تلت الربيع العربي ما هي إلا محاولات لتشويه هذا الدين، وإظهاره بشكل غير شكله الحقيقي لذلك وجب الالتفات إلى هذه المخططات الاستعمارية وأخذ الحيطة والحذر منها . وقد جاءت هذه الدراسة المنتظمة في مقدمة ومبحثين وخاتمة تجلت فيها أبرز النتائج التي توصل إليها الباحث ، لتكشف حقائق وأمور لطالما ظلت مجال جدلاٍ وشكٍ من الباحثين ، فقد ركز المبحث الأول على مكونات المجتمع الأندلسي وأمطنا اللثام عن هذه المكونات التي وفدت من مختلف بقاع العالم لتنصهر ضمن وحدة اجتماعية تميزت بخصائص حضارية مشتركة ، وأما المبحث الثاني فقد سلطنا فيه الضوء على تاريخ اليهود في الأندلس ، وما عانته هذه الطائفة من ظلم، واضطهاد في بادئ الأمر إثر تعاقب حكومات القوط على الأندلس ، وكيف نعمَ اليهود في تسامح، وحرية غير معهودين في ظل الحكومات الإسلامية التي حكمت الأندلس ، فضلاً عن بيان موقف اليهود من الفتح الإسلامي الأمر الذي دار حوله جدل كبير من المؤرخين المستشرقين بصورة عامة ومؤرخي اليهود بصورة خاصة ، وقد جاءت الخاتمة لتجسد لنا واقع التسامح الكبير الذي اتخذه مسلمو الأندلس اتجاه اليهود الذين شكلوا شريحة مهمة من شرائح المجتمع الأندلسي وكيف تبوء اليهود مراكز اجتماعية،سياسية ،اقتصادية وثقافية في بلد يسوده الإسلام والمسلمون . ولتحقيق ذلك لجأنا إلى استعمال المنهج التاريخي القائم على ربط الأحداث التاريخية مع بعضها البعض لغرض الوصول إلى نتائج حقيقية يمكن الاعتماد عليها ، وختاماً إن عملي هذا هو خلاصة جهدي فإن تسربت إليه الهفوات فاستميحكم العذر، وان أصبت الحقيقة فذلك بفضل الله وتوفيقه، آملاً أن أكون بهذا الجهد والدراسة المتواضعة قد وفقت في وضع شيء مفيد في صرح المكتبة الأندلســـــــية خدمة لتاريخ الأندلس وتراثهِ الضائع وخدمة لتراثنا الضائع .