الإمام زين العابدين عليه السلام مشروعه الإصلاحي - دراسة تحليلية

Abstract

بعث الله نبيه الحبيب للأمة ليرشدهم ويهديهم وجعل من بعده أئمة هداة يهدون بأمر الله وعلى منهاج رسول الله فلما رحل رسول الله بعد ان بلغ الرسالة بالولاية لعلي بن أبي طالب a فظهرت فئة عارضت ذلك وغصبوا حق أهل البيت واستمر هذا الظلم إلى يومنا هذا فكان ما كان من قتل أهل البيت وظلمهم والتجريء عليهم حتى استبيحت دمائهم كل ذلك حسدا وبغضا لما خصهم الله من فضله فقتل أمير المؤمنين وسم الإمام المجتبى وقتل سيد الشهداء في مجزرة لم يكن لها نظير أبدا كل ذلك بمشهد من إمامنا زين العابدين a الذي رأى ذلك وشهده وقد شاءت الحكمة الإلهية ان يكون ادم بني الحسين الوحيد من سلالته الطاهرة من نجا من تلك الواقعة التي غيرت مسار التاريخ حيث أسقطت قدسية الخلفاء بأنهم أصحاب سنة يقتدى بها لتلجا الأمة في مرحلة زين العباد a إلى أهل البيت مصدر العلم والوحي، ولكن كيف ظهر الإمام للأمة؟ ونحن نقرأ في السير والأثر انه عاش منعزلا عن تلك الأمة التي في الأمس اشترك ثلاثون ألف منها في قتل أبيه وأهل بيته وأنصاره كل ذلك أحاول بأذن الله ان أبينه بهذا الجهد اليسير ولنطرح عدة أسئلة مهمة:هل كانت الأمة تعرف معنى الإمامة؟ بعد سقوط قدسية الخلفاء إلى من الملجأ؟هل كان الإمام منعزلا عن الأمة؟كيف تهيأت القواعد للمدرسة الإسلامية الصحيحة للإمامين الباقر والصادق a؟ ما مدى تأثير الإمام في امة الإسلام؟ ما هي مشاريعه؟كيف كانت الظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية والأخلاقية في عهده؟لماذا لجأ إلى الدعاء والعبادة؟ كل ذلك يثير أسئلة كثيرة لدى ذوي الحجى، فمن غير المعقول ان يكون منعزلا عن امة كبيرة وإمبراطورية شاسعة فأين مهامه إمام كل تلك الظروف التي عايشها والاهم عن مهمته كإمام للمسلمين؟