الإمام علي بن الحسين "السجاد " عليه السلام الهوية وتشييد الذات الجديد للإسلام

Abstract

تساؤلنا فيما وصل إليه الإمام السجادa في تأسيسه للذات الجديدة في الإسلام قامت على ما يطرحه بعض الفلاسفة وعلماء النفس إذا ما طرحنا تلك الأطًر النظرية برؤية نفسية - اجتماعية بحتة ونقول: هل هي مرحلة بداية للتكامل؟ مستندًا في ذلك على: ألا هل بلغت.. اللهم فأشهد.إذا كانت مرحلة الحكم الأموي تعبر عن تدهور جوهر نقاء الإنسان المسلم وانتقاله إلى مرحلة البناء المشوه القائم على الملذات ومتع الدنيا واكتناز الاموال والبحث عن ما يزيد من الجاه والتقرب للسلطة التي تغدق بدورها على من يمتدحها ويقلل من ذكر ماضيها غير المشرّف أبان فترة حكم الرسول ومن بعده الخلفاء الراشدين، هي أيضًا مرحلة بداية لحكام بني أمية، وهي بذات الوقت مرحلة بداية لتأسيس ذات جديدة وهوية جديدة خط أسسها الإمام علي بن الحسين- الإمام السجادa وهي تكرار لمقولة النبي محمد i ألا هل بلغت..اللهم فأشهد، في هذه المرحلة من حياته وقد عاشها كاملة وواجه مختلف التحديات مع أبيه الإمام الحسين a وأتم ما يستطيع إنجازه من مواقف ومعطيات تاريخية واجتماعية، فإنه أخذ زمام الأمور وبدأ يستعد بممارسة وجوده الفعلي بتكوين هذه الذات المتفردة بآل البيت لينشرها كذات جديدة مختلفة عن الذات الاموية الشكلية للإسلام، ذات(محمدية – محمد) المنشأ، (علية – علي) الفحوى، تقوم بممارسة العطاء ثم الأخذ، وليس نقيضها بالذات الأموية المشوهة الاخذ ثم العطاء، أو الأخذ والعطاء معًا، فدعوات الإمام السجادa بنظريته هذه أوصلته إلى حالة السكينة والأطمئنان، وأصبح راضيًا عن نفسه قادرًا على التمسك بأصله، مفتخرًا بنسبه، أطاع الله ولم يعص والديه، ولم يطمع في الجزاء، ولم يخف من العقاب، فهو في دعوته لبناء أسس جديدة للهوية الإسلامية والذات الجديدة، أشاد بالوعي حتى أنه أقترب من حالة السكون التام، أو السكينة التي أوصلته إلى ذروتهما في الموت، ولهذا فان الموت بالنسبة له أمر طبيعي ينتظره بدون خوف أو رغبة ملحة ولكن باستعداد وتقبل.