الترميز الكارتوكرافي في نظم المعلومات الجغرافية (GIS) أسس وتطبيقات جغرافية

Abstract

تحتوي الخرائط ذات الأنواع المختلفة في محتواها على العديد من الأساليب الخرائطية التي يمكن استخدامها لتمثيل الظواهر الجغرافية على الخريطة، وفي معظم الأحوال يكون الأساس لتلك الأساليب رمزاً من الرموز الهندسية المعروفة كالدوائر أو المربعات أو المستطيلات أو المثلثات، التي تنشأ بإستخدام الطرائق الإحصائية المعروفة و تحافظ على بقاء العلاقة قائمة وصحتها بين عناصر الظاهرة الجغرافية ثم توقع على أقاليم الخريطة فتصبح بذلك خريطة تحمل اسم الرمز المستخدم فيها ( )، كما إن الخريطة عبارة عن تمثيل رمزي لصورة اكبر، إذ لا ينبغي أن ننظر إلى عناصر الخريطة على أنها ممثلة بشكل رمزي فقط بل ننظر إلى هذا الرمز بأنه يمثل ظاهرة جغرافية. وان الرموز ما هي إلا أنواعا من القواعد الأساسية لعلم الخرائط، إذ يستطيع الكارتوكرافي أن يعرض من خلالها ما يريد تصوره بأكثر من طريقة فيما يتاح له من مساحة محدودة من الورق المرسوم عليه الخريطة( ). ويكون من واجب عالم الخرائط أو الكارتوكرافي أن يدرك أهمية العلاقات القائمة بين الرموز وتأثيراتها وصلاحيتها لتمثيل العوارض على الخرائط. وقد تطور استعمال الرموز في الخرائط عبر القرون، واستقرت أشكال كثيرة من الرموز بالنسبة لمقاييس بعض الخرائط (مثلا الخرائط الطبوغرافية ذات المقياس الكبير) وأصبحت هذه الرموز قياسية ومتعارف عليها بين علماء الخرائط وتثبيت أشكال الرموز القياسية أمر يجب الاقتناع بأهميته وذلك لأنها بمثابة لغة الخريطة كما إن تصميم الرموز غاية في الأهمية، إذ إن الرموز التي لا يمكن إدراك مضامينها بسهولة على الخريطة لا تحقق الفائدة المرجوة منها( ). وقد ساعد التطور الكبير في مجال إنتاج برامج نظم المعلومات الجغرافية (GIS) على استقرار الأشكال والرموز المستخدمة في تمثيل البيانات سواء كانت هذه الرموز نوعية أو كمية وعرضها بطرق كارتوكرافية عديدة وبألوان مختلفة تساعد قارئ الخريطة بشكل كبير على فهم محتواها، وبذلك يمكن القول بأن برامج نظم المعلومات الجغرافية هي المحور الأساس في عملية إنتاج الخرائط ذات الفن الحديث في رسمها وتمثيلها كارتوكرافيا كما ساعدت هذه البرامج أيضا على التحليل واستنباط معلومات جديدة من خلال العمليات الحسابية لها التي يقيمها المختص في هذا الحقل من العلم