التهليلية في إعراب كلمة التوحيد وشرحها للشيخ محمد بن الحسن الأصفهاني (الفاضل الهندي)

Abstract

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتمّ التسليم على الحبيب المصطفى وآله الهداة الميامين وصحبه المنتجبين.لا يخفى ما لتحقيق النصوص من أهمية بالغة في إحياء التراث الإسلامي والعربي، وإغناء المكتبة الإسلامية بالمفيد من الموروث العلمي والثقافي، ولاسيما إذا كان التحقيق يحظى بالشروط العلمية اللازمة في تطبيق أدواته المنهجية.وفي تراثنا المخطوط آفاق فسيحة تتبلور من خلالها حضارة الأمة العربية والإسلامية، فإذا أردنا أن نجيل النظر في عطائها العلمي والثقافي نجد أنفسنا أمام حشدٍ هائل من الكتب والمصنفات التي دونها العلماء في شتى صنوف العلم والمعرفة.وقد اخترت تحقيق ودراسة هذه الرسالة للفاضل الهندي صاحب (موضح أسرار النحو)؛ ذلك لما لكلمة التوحيد: (لا إله إلا الله) من مكانة عظمى في دين الإسلام؛ فهي أول ركن من أركانه، وأعلى شعبة من شعب الإيمان، وهي أول واجب على المكلف، وآخر واجب عليه، وقبول الأعمال متوقف على النطق بها، والعمل بمقتضاها.ومؤلف هذه الرسالة (محمد بن الحسن الأصفهاني) يمثل حلقة من حلقات الدرس النحوي في القرنين الحادي عشر والثاني عشر، ويعبّر عن أسلوب الأصوليين من علماء الدين في تناول النحو التعليمي خارج البيئة العربية، بالميل إلى الاختصار الشديد مع قصد الإحاطة والشمول، والنزعة الجدلية التي تعتمد أسلوب الحوار بطريقة السؤال والجواب في عرض مسائل النحو وبيان أسراره، وتعليل الظواهر اللغوية المختلفة، ومن هنا فانّه يمزج في بيان دلالة كلمة التوحيد بين المعاني النحوية وأسس الكلام المستمدة من علم الأصول والمنطق والفلسفة.وقد جعلت هذا البحث في قسمين، الأول: الدراسة وتشمل: سيرة المؤلف، والرسالة ومنهج تحقيقها. والقسم الثاني: النصّ المحقق.ومن الله التوفيق، عليه نتوكل وإليه ننيب